كم أتمنى لو تتاح لي الفرصة وتسمح لي ظروفي ويمنحني الله ولو بعض الصحة والطاقة وصفاء الذهن واكتب كتابا عن أكبر وأخطر و"اخمج " مرض انتشر خلال السنوات الاخيرة في تونس حتى أصبح كالوباء المعدي الذي ينتقل من شخص الى شخص ومن مكان الى مكان إن الحقد اصبح في مجتمعنا كالخبز اليومي بل لعلنا ودون مبالغة او غلو اصبحنا ننتج من الحقد اكثر بكثير مما ننتج من انتاج اخر وفي كل المجالات والميادين اننا نحقد على بعضنا البعض وكاننا اعداء وكان بيننا "حرثة وورثة " بينما في الحقيقة " حل الصرة تلقى خيط ولكننا هكذا ولوجه الله تعاديني واعاديك لانك احسن مني في شيء تافه لانك ناجح في مهنتك في زواجك في علاقاتك لانك توصلت الى ما أنا لم اتوصل اليه لانك اكثر وسامة مني لانك تضحك وانا عاجز عن الضحك لانك تنام جيدا وانا مريض بالارق والقلق لأن قلبك ابيض وقلبي اسود لان عندك ما ليس عندي وغالبا ننسى ان الله هو الذي يعطي ويمنح ويتكرم و"ما توفيقي الا بالله والحقد في بلادنا احقاد أنواع وألوان وأجواء وعلى كل لون وكريمة حقد اسود وحقد اعمى وحقد طبقي وحقد جهوي وحقد فئوي وحقد مرضي وحقد ديني وحقد عنصري وحقد مالي وحقد فكري وحقد فني وحقد سياسي وحقد حزبي وحقد مجاني وحقد ذكوري وحقد انثوي ولكننا كثيرا ما ننسى ان الحقد نار تحرق الحاقد والمحقود ولذلك وياللاسف " هاكم تشوفو كيفاش احنا التالي ونهزو ساق تغرق الاخرى ولم نفهم ان اوضاعنا ساءت وحياتنا فسدت و"خمجنا عمل الريحة " لاننا احنا اللي عملنا بيدينا حقدنا هو النار التي احرقت كل أخضر ويابس في بلادنا وتسببت في هذا الجحيم الذي نعيش فيه حتى أصبحت أمنية الهروب من البلاد و"الحرقة " و "الهجة " امنية وطنية مشتركة ان الانسان عندما يصبح يتمنى الهجرة من وطنه وأهله وقومه فتلك علامة ثابتة على حلول الخراب في ذلك الوطن إذن هو الخراب حل بيننا لو تعلمون.