أهداني هذا الاسبوع العلامة الجليل الدكتور محمد ابياط (استاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة / جامعة القرويين بفاس) آخر ما صدر له هذا العام (2020م)، وهو كتاب نفيس، مليء بالعلم، والتوجيه، والتنبيه على اخطاء فظيعة في الحياة الزوجية، ومخالفات أحيانا متعمّدة يرتكبها الازواجن ومنها ما تعجّ بها البيوت في عصرنا هذا... وبكتابه هذا يوقظ فضيلة الدكتور المصلح في اعماق الازواج جذوة المقاصد من الزواج، واعادة النظر في الدوافع التي ذهبت بهم إلى هذا الرابط وهو ميثاق غليظ وما أدراك. لقد كتب المؤلف الفاضل كتابه هذا بفكره وقلبه، وقد ضمنه سردا لأحكام شرعية، ووقائع اجتماعية، غالبا اتسمت في بيوتات المطلقين والمطلقات دون وعي، ولا رحمة، ولا خشية من الله أو السلطان، لعلها تحول عن وقوع الطلاق، فينهار بيت الزوجية. فالطلاق غالبا حين يقع- في هذا الزمان الاليم- بسبب تافه أو ثقيل، وفي حالة ذهول، أو طيش، أو ضغط، أو جهل، وهي أمارات تعرّض لها المؤلف. كما ركّز المؤلف في ثنايا كتابه المهم على نقطة جدّ مهمة، بل هي بلية شائعة في حياة الازواج (الرجال والنساء) على السواء، اذ قال في الصفحة51: (ومما يسهم إلى حد كبير في النفور بين الزوجين: العجز عن الجماع، أو الامتناع منه، أو ايقاعه في غير محله، أو قبل أن تتهيأ زوجه لتشاركه نفي اللذة..)، ثم يختم المؤلف الكلام في هذه النقطة فيقول في ص54: (وما ذكرته عن الجماع، يتكتّم المتضررون عليه، ولا يفشونه لأنه سرّ الفراش، ولا يستفتي فيه إلا النادر، مع أن عواقبه خطيرة، فكثيرا ما يفضي إلى الطلاق أو التعدد، أو الزنا، أو امراض بدنية أو نفسية، كما علمت من امرأة كان زوجها لا يشبعها في الجماع لعجز فيه، فافضى بها القلق النفسي إلى الانتحار) .ا ه