أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن المشاحنات والتنافس المعتدل بين الأشقاء يعدان سلوكا صحيا. وكشفت الدراسة التي أجراها مركز أبحاث الأسرة في جامعة كامبريدج، أن التنافس والتشاحن بين الأشقاء، يمكن أن يساعدا على تحسين نموهم العقلي والعاطفي، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية في المستقبل. ومع ذلك، فإن التنافس المعتدل فقط هو الذي يعد صحيا ومفيدا للأشقاء. وأكد الباحثون أن الخلاف المستمر بين الأشقاء والذي قد يدوم لسنوات يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في بناء العلاقات مع المحيط الأسري والمجتمع، كما يمكن أن تنتج عنه مشاكل سلوكية في وقت لاحق من الحياة. وحملت الدراسة عنوان “تودلرز أب” وهي جزء من مشروع بحثي مدته خمس سنوات، يحلل النمو المعرفي والاجتماعي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وستة أعوام، وشارك فيها 140 طفلا. وقد أظهرت نتائج البحث أن تنافس الأشقاء له تأثير إيجابي على التطور المبكر للطفل من حيث مداركه العقلية والعاطفية، حتى لو كانت العلاقة تبدو سيئة، وهو ما تجمع عليه العديد من الدراسات. وتتعارض نتائج الدراسة الحديثة حول فائدة المشاحنات والتنافس بين الأشقاء مع نتائج الكثير من الدراسات التي تدعو إلى وقاية الأطفال من الخلافات مع إخوتهم، حيث أشارت دراسة بريطانية سابقة إلى أن الأشخاص الذين يتضررون من إخوتهم أو يتعرضون للمشاحنات والعنف من قبل أشقائهم، يواجهون خطرا متزايدا للاضطرابات الذهانية والنفسية مع بلوغ سن ال18 عاما. وكان الباحثون بجامعة وارويك البريطانية قد وجدوا أن أولئك الذين كانوا إما ضحية للخلافات مع إخوتهم وإما معتدين لعدة مرات في الأسبوع أو الشهر كانوا أكثر عرضة بمعدل ثلاثة أضعاف للمعاناة من اضطراب ذهاني، مثل الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب. وقالت الدكتورة سلافا دانتشيف، أستاذة الأمراض النفسية بجامعة وارويك “إذا حدث تنمر في المنزل والمدرسة، فإن خطر الإصابة بالذهان يصبح أعلى أربع مرات بين الأطفال الذين يتعرضون لحوادث تنمر”. وتثير الخلافات والمشاحنات بين الأخوة قلق الوالدين دوما ذلك أنهما يخشيان أن تكون دليلا على اضطرابات سلوكية تنم عن العنف أو الغيرة التي من شأنها أن تؤثر على علاقتهم ببعضهم عند الكبر وعلى علاقاتهم بمحيطهم الأسري والاجتماعي في ما بعد. غير أن نتائج الدراسة الحديثة تكشف أن المشاحنات غير المستمرة لفترات طويلة والتنافس المعتدل بين الأشقاء يمكن أن يؤتيا نتائج مفيدة لنمو الطفل فهما يساهمان في تطوير وتنمية قدراته ومؤهلاته العاطفية والفكرية بشكل ملحوظ. المصدر: العرب