أسفرت الأحداث المؤسفة التي شهدتها منطقة "العين السخونة" الاستشفائية بالجنوب التّونسي يوم أمس الأوّل السّبت ويوم أمس الأحد عن حصيلة ثقيلة من الجرحى استقرّت إلى غاية اليوم الاثنين على ما يناهز ال100 مصابا إضافة إلى وفاة الشابّ نوفل السّعداوي أصيل معتمدية بني خداش البالغ من العمر 24 عاما بعد تعرّضه إلى الطّعن بآلة حادّة. هذه الحصيلة الثّقيلة نتجت عن المواجهات بين عدد من أهالي معتمدية بني خداش من ولاية مدنين وعدد من أهالي معتمدية دوز من ولاية قبلي بسبب سعي كلا الجانبين لضمّ المنطقة لمعتمديته. وقد وصل الأمر ببعض المشاركين في هذه المواجهات إلى استعمال الرشّ. تجدر الإشارة إلى أنّ منطقة "العين السخونة" الاستشفائية تشهد توافد الآلاف من الزوار خلال هذه الفترة للتداوي، وهي منطقة اشتراكية ومحلّ نزاع بين أهالي معتمدية بني خداش من ولاية مدنين وأهالي معتمدية دوز من ولاية قبلّي في ظلّ غياب الحسم في انتمائها لهذه المعتمدية أو تلك إداريّا. آخر الأخبار القادمة من المنطقة تفيد بأن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمدنين أذنت بفتح تحقيق في حادثة القتل ووجهت تهمة القتل العمد مع سابقية الترصّد والإضمار لمن سيتأكّد تورّطه في الجريمة. وقد تعهد قاضي التحقيق الأول بالمحكمة بالحادثة وتمّ توفير كل التّساخير اللازمة لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني لمنطقة مدنين للتحقيق في الوقائع وإتمام كل الإجراءات. من جهة أخرى تمّ الإعلان منذ قليل عن وصول رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى المنطقة لتقديم واجب العزاء إلى عائلة الشّابّ نوفل السّعداوي والسّعي لفضّ النّزاع القائم.