او ليس من المضحك او ليس من المبكي في نفس الآن وفي نفس الحين ان يمر اطفالنا وشبابنا بجميع مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي ولا يحفظون بل ولا يعرفون تلك القصيدة الرائعة الصادقة الغراء العصماء التي كتبها شاعر النيل حافظ ابراهيم في مدح لغة القران الكريم في يوم من الأيام الشعرية وفي سنة من السنوات الخوالي الخالدة التاريخية والتي عرض فيها محاسن اللغة العربية كاحسن وكابلغ ما يكون العرض الواضح الساطع المبين والتي حذر فيها قومها من تضييعها كما يضيع كنوزهم الأغبياء الضائعون وهم يعلمون او لا يعلمون والتي جعل فيها العربية تتكلم وتنطق وتشتكي وتبكي حالها وتنوح وهي تقول في افصح واجمل الابيات انا البحرفي احشائه الدر كامن فهل سالوا الغواص عن صدفاتي فيا ويحكم ابلى وتبلى محاسني ومنكم وان عزالدواء اساتي فلا تكيلوني للزمان فانني اخاف عليكم ان تحين وفاتي ايهجرني قومي عفا الله عنهم الى لغة لم تتصل برواة سرت لوثة الأعاجم فيها كما سرى لعاب الافاعي في مسيل فرات الى معشر الكتاب والجمع حافل بسطت رجائي بعد بسط شكاتي فلله در شاعر النيل حافظ ابراهيم جازاه الله بما قال الجزاء الوافر الجزيل فقد شرب وارتوى من بحر اللغة العربية حتى الثمالة فجاءها بكل قول وبكل وصف رائع حكيم لا يغيب عن كل ذي عقل وكل ذي لسان عربي صحيح سليم لا محالة اوليست العربية لدى العارفين المنصفين بحرا مليئا بالدر و بالذهب وبالتبر الخالص الثمين؟ اوليس كل بلاء وكل خطب نزل باللغة العربية كان سببه الاول إساءة اهلها اليها قبل اعدائها اساءة يشهد لها ويدل عليها الف دليل ودليل ؟ وهل لغة الأعاجم التي تهافت عليها العرب وهاموا بها في عصور تخلفهم واعتمدوها منذ زمان هي افضل من لغة العرب لغة رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولغة القران؟ وهل هناك شاعر او كاتب قد استطاع او يستطيع ان يبسط شكوى اللغة العربية كما بسطها وكما عرضها هذا الشاعر العظيم حافظ ابراهيم الذي لم يدخل يوما جامعة او كلية عصرية كتلك التي تدخلها اليوم طلائعنا العلمية والثقافية الذين هجر وسخر معظمهم من لغتهم العربية العظيمة الأم الأصلية الرائعة الشاسعة الثرية واعتبروها جهلا وظلما لغة قاصرة عاجزة عن مواكبة تطور العلوم البشرية؟ وانما تلقى هذا الشاعر العظيم شاعر العروبة والنيل ثقافة اصيلة عربية اسلامية حقيقية فقال كلاما جميلا يقطر عسلا مصفى دافع فيه عن لغة العرب لغة القران الذي خضع واذعن لاعجازه اللغوي قبل انواع الاعجاز الأخرى الانس مع الجان ؟ فهل سيواصل القيمون والمسؤولون عن التربية والتعليم في هذه البلاد تجاهلهم لهذه القصيدة الرائعة التاريخية التي انصفت ودافعت وذكرت واكدت محاسن اللغة العربية؟ ام سيتداركون امرهم المحير العجيب الغريب ويسارعون في ادراج هذه القصيدة العصماء في برامج اللغة العربية الرسمية في المستقبل العاجل القريب ويظهرون حقا وفعلا جديتهم وعدم تفريطهم وعدم تقاعسهم في حفظ هذه اللغة العربية استجابة وتطبيقا لما جاء في اول فصول دستور هذه البلاد التونسية العربية الاسلامية؟ ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فان التاريخ قد شهد ان هذا الشاعر العربي حافظ ابراهيم كان رجلا من الرجال العرب الصادقين العظام الذين قد احيوا وقد حفظوا وقد حموا وقد نصروا اللغة العربية وكانوا جنودا لها في ساحات الفكر والثقافة والتربية الأصيلة وهي لعمري من اسمى ساحات الجهاد والكفاح والنضال فحفظ الله اسماءهم وشكر الشاكرون سعيهم ورفعوهم الى مصاف المناضلين والمجاهدين الوطنيين الابطال ولا نظن ان غيرهم ممن باعوا لغتهم العربية القرانية بثمن بخس وعوضوها بلغة او بلغات اخرى دونها في الجمال وفي الكمال بل هلي لغات غريبة بل هي من سقط المتاع واعرضوا عنها واستبدلوها بلغة الحاقدين الحاسدين الأعداء سيذكرهم التاريخ في سجل العرب الوطنيين العظماء بل سيذكرهم لا محالة في سجل العرب الأقزام والخائنين الذين خسروا في شؤون الدنيا ولم يفلحوا في شؤون فالدين فاصبحوا من النادمين واننا لا نجد قولا يصدق فيهم ابلغ من قول القائلين قديما في من نسي خطوته الطبيعية الأصلية واتبع خطى غيره بصفة انسلاخية اعتباطية فتاه وتردى وهوى واضاع قدره وفقد هيبته(اراد ان يتبع خطى الحمام فاضاع خطوته) فاللهم اجعلنا متمسكين بلغة العرب لغة القران من بني قحطان ومن بني عدنان التي اخترتها وفضلتها على كل اللغات فجلعتها لغة كتابك العظيم الذي سميته القران وقلت فيه كلاما واضحا صادقا يقراه الناس منذ قرون وقرون وسيظلون يقرؤونه الى يوم يبعثون(الر تلك ايات الكتاب المبين انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون)...فهنيئا للعرب بيوم عيد لغتهم لغة القران العظيم المكنون مهما كره ذلك الكارهون ومهما نعق الناعقون في كل مكان وفي كل زمان اذ لا نظن انهم قد وجدوا حقا او قد يجدون لغة افضل واجمل واروع منها ان كانوا حقا يتطعمون وان كانوا حقا يتذوقون ولله في خلقه شؤون.