نقول ونعيد ونكرر: لا خلاص لتونس في ظل اسلام سياسي يعيق تطبيع الحياة السياسية والانتقال من الصراع الوجودي بين الأطراف السياسية نحو تنافس سلمي ديموقراطي على البرامج و الأفكار . الاسلام السياسي بكل درجاته و تنوعاته و تفرعاته هو عبارة عن أسفين يمنع أي شكل من أشكال الوحدة الوطنية بل ويساهم في الفرقة و الفتنة و الكراهية بين أفراد الشعب الواحد . نحن التونسيات و التونسيون المحافظون، لا ننتظر من يعلمنا تعاليم ديننا الحنيف الذي نتمسك ونعتز به ، كما نرفض أي تعدي على حدود الله و ندعم الالتزام بتعاليم الاسلام و أحكامه السمحة ، لكننا نرفض قطعيا المتاجرة بالدين واقحامه في الصراعات و التجاذبات السياسية والذي لن يخدم سوى مصالح أعداء تحرر الشعوب العربية و الإسلامية الخارجيين و الداخليين . لا ديموقراطية في ظل اسلام سياسي و بالتالي فلا حلحلة للأزمة السياسية و من ورائها الاقتصادية و الاجتماعية و من يشكك في هذا الكلام فليلقي نظرة على تجارب الاسلام السياسي منذ وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و في عديد الدول و الأمصار ومنها للأسف الشديد، ما يحصل اليوم في تونس من خصام وتناحر سياسي بأتم معنى الكلمة ، لن يبقي اذا تواصل لا على أخضر و لا على يابس بكل تأكيد . اسلاميو تونس لا يبدو أنهم واعون بحجم المخاطر التي تحدق بالوطن نتيجة إصرارهم على الولاء لتنظيمات إسلامية دولية عابرة للأوطان و لا يبدو كذلك أنهم متجهون نحو نزع فتيل الأزمة السياسية العميقة في البلاد عبر اعلان التحول لحزب مدني محافظ و التبرؤ من كل انتماء وولاء خارجي على حساب وطن يأن . على كل حال ، فإن التشخيص الصحيح و العميق لأزمة تونس الحالية هو الذي سيقود عاجلا أو آجلا نحو تحديد الخلل و توحد القوى الوطنية من أجل معالجته و إصلاحه بصفة جذرية و نهائية . عاش وطني الحبيب : تونس .