يواجه النادي الأهلي المصري غدًا الاثنين تحديًا كبيرًا بمواجهة بطل أوروبا وألمانيا نادي بايرن ميونخ الألماني في نصف نهائي كأس العالم للأندية. ورغم حجم الأهلي كناد كبير بطلًا لأفريقيا وأكثر المتوجين بدوري الأبطال، إلا أنه دائمًا ما يكون بطل أوروبا هو المرشح الأبرز في مواجهاته أمام ممثلي القارة السمراء. بايرن ميونخ تحديدًا يدخل البطولة وهو بطلًا لجميع البطولات التي شارك فيها الموسم الماضي، فيما كان قاسيًا بشدة على بعض منافسيه وعلى رأسهم برشلونة الذي خسر أمام الألمان بثمانية أهداف مقابل هدفين. ويرى البعض أن بايرن ميونخ ربما يكون فريقًا لا يقهر، إلا أن ثلاثة أندية فقط هذا الموسم أثبتت عكس هذه المقولة. وتلقى بايرن ميونخ ثلاث هزائم في مشواره بجميع البطولات خلال الموسم الجاري، جاءت أولها على يد نادي هوفنهايم، الذي يحتل حاليًا المركز 12 في جدول الدوري الألماني. هوفنهايم لم يكتفي بهزيمة العملاق البافاري، بل أسقطه برباعية مقابل هدف في الجولة الثانية من الدوري الألماني. ثاني الهزائم التي تلقاها بايرن ميونخ هذا الموسم جاءت على يد بوروسيا مونشنجلادباخ، صاحب المركز السابع حاليًا، في الدوري الألماني. ويمنح فوز مونشنجلاباخ على البافاري رسالة أخرى للأهلي ألا يفقد الأمل حتى وإن تأخر في النتيجة. في تلك المباراة تأخر مونشنجلادباخ بهدفين بعد مرور 26 دقيقة فقط، ليجد نفسه على الطريق السريع لحائط الانتصارات المهينة للبافاري، إلا أنه استعاد توازنه، وقاتل لاعبوه ونجحوا في تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 35 ثم هدف التعادل في الدقيقة 45، قبل أن يسجل الهدف الثالث في الدقيقة 49، ويقف بعدها دفاعه حائطًا أمام نجوم بايرن ليخرج باللقاء إلى بر الآمان ويخطف من حامل لقب البوندسليجا ثلاث نقاط ثمينة. هل كان التحدي أمام هوفنهايم ومونشنجلادباخ صعبًا؟ ربما ليس أصعب من التحدي الذي خاضه نادي هولشتاين كيل، الذي يخوض غمار الدرجة الثانية الألمانية، ويحتل فيه حاليًا المركز الرابع. هولشتاين كيل وجد نفسه وجهًا لوجه مع العملاق البافاري في كأس ألمانيا في مباراة إقصائية لا تحتمل القسمة على اثنين. الطبيعي أن يتلقى النادي الصغير هزيمة ثقيلة ويودع البطولة سعيدًا بتبادل القمصان والتقاط الصور مع لاعبي بايرن ميونخ، لكن لاعبوه قرروا عدم الاستسلام والقتال من أجل فرصة ربما لا تتعدى النصف في المائة للتأهل إلى الدور التالي. بدأت المباراة بهدف في الدقيقة 14 لبايرن ميونخ وها هو البافاري يستعد لنصب السيرك وبدء الحفل، لكن منافسه سرعان ما رد، «ليس اليوم يا بايرن»، المغمور فين بارتلز يسجل التعادل في الدقيقة 37. الدقيقة 47، ليروي ساني يعيد التقدم لبايرن ميونخ، ومجددًا تسير المباراة بالشكل المتوقع لها من البداية. مر الوقت وانتهت الدقائق ال 90، بل ومرت الدقائق الأولى والثانية والثالثة والرابعة من الوقت بدل الضائع، «مبروك على بايرن المباراة والتأهل»، عبارة ربما رددها مشجعوه، لكن مغمور آخر يحمل اسم هاوكي وال كان له رأيًا آخر ليسجل هدفًا قاتلًا في ال +90، هدفًا يحمل في طياته نكهة الأهلي. التعادل حسم نتيجة المباراة واتجه الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، لعبة الحظ، وأي حظ الذي وقف في صف هولشتاين كيل ليطيح بحامل اللقب بنتيجة (6-5). السيناريوهات الثلاثة يجب على الأهلي وضعها في اعتباره خلال مباراته أمام كبير الألمان. فقد لا يكون بايرن في أفضل حالاته كما في مباراة هوفنهايم، وحينها يتعين على المارد الأحمر استغلال ذلك وإن نجح في التسجيل فعليه ألا يتراجع للدفاع بل يحاول ضمان اللقاء بأهداف أخرى. كذلك، لا يجب أن يهتز لاعبو الأهلي إذا تقدم بايرن في النتيجة سواء بهدف أو حتى اثنين، فالعودة تبقى ممكنة طالما كان لديك الدافع للقتال والتأهل. أما وإن وصلت إلى الدقيقة 90 متأخرًا في النتيجة، فاستمر في المحاولة فإن فعلها فريق من الدرجة الثانية الألمانية فهي في الأساس ماركة مسجلة للقلعة الحمراء، ماركة "+90".
