انتقل الخدوم الصادق السيّد بشير العجيلي من الدار الفانية إلى الدار الباقية: يوم الاحد (25 جمادى الثانية 1442 ه = 7/2/2021م)، بعد مرض طويل، عانى منه صبرا واحتسابا ان شاء الله. عرفت السيد بشير العجيلي رحمه الله وطيّب ثراه منذ فترة جدّ طويلة، تعود إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي، اذ كنا نلتقي في عمل جادّ في سبيل الخدمة الجالية المسلمة في فرنسا عبر (إذاعة الشرق) التي كانت تبثّ فتية من باريس يومها، كان هو رحمه الله يُقدّم برنامجه على الهواء في موضوع "التأمين" إذ كان له مكتب عريق في ذلك تديره زوجته الفرنسية، وكان يتلقى عقب البرنامج أسئلة المستمعين مباشرة ليتولى الاجابة عن مشاكل التأمين التي تحصل له شخصيا…أو في ما يملكونه من امتعة: كسيارة، أو عقار، أو متجر، ونحو ذلك، وكان رحمه الله نعم المتأني في الاجابة، وإعطاء الحلول السريعة والناجعة، وكان في آن واحد مستشارا وخبيرا في ميدانه، فهو نعم الفارس في هذا الشأن...رحمك الله يا سيّد بشير... أما أنا فكنت أقدّم (برامج) من نوع آخر: دينية ...وعلمية...واجتماعية...وقد استمررت في عملي هذا (ثلاثين سنة)، أما هو فلم يزد عن عشر سنين. كان سيّد بشير العجيلي رجلا أنيقا، متفتّحا، خدوما، بحيث لا يتأخر خطوة عن خدمة أحد خصوصا من افراد الجالية التونسية المقيمة في فرنسا لأنه كان رحمه الله وطيّب ثراه ذا صلة بالمسؤولين المعنيين في قضايا أو شؤون تخص الجالية المهاجرة، فكان رحمه الله يذلّل العقبات، ويختصر لهم الطريق لإنجاز أعمال الجالية المهاجرة، فكان رحمه الله يذلّل العقبات، ويختصر لهم الطريق لإنجاز أعمال كان هو يتوسط في الاسراع بقضائها، وهو يكون بذلك ممن عناهم سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم بقوله: "ان الله إذا أحبّ عبدا استخدمه"، وأنا شخصيا قد تواصل معي وسعى لي في سبيل تذليل عقبات جدّ قاسية. رحمه الله رحمة الابرار... وأسكنه جنات تجري من تحتها الانهار ..