كنت أول من نقد ألفة الحامدي بحدّة...ومقالاتي مازالت منشورة هنا...وتوقعت لها هذا المصير منذ خطابها الأول الرديء والمتشنج والعدواني فوق الكرسي...وقد تعرضت إلى حملة شعبوية رخيصة ومبتذلة وبذيئة بسبب مواقفي تلك...مجموعة من الغوغاء المنبهرين بها والمتعلقين بأوهام كفاءتها وروحها الثورية...كان دعمهم لها أعمى لأنها حركت فيهم مشاعر جهوية وطبقية وإيديولوجية وشعبوية...وخدعتهم بشعارات جذابة أهمها الحرب على إتحاد الشغل والنقابات...واستبلهتهم بذلك فتخمروا وراءها يصفقون ويمدحون ويهللون...فهؤلاء مستعدون للتحالف مع الشيطان ضد إتحاد الشغل حتى لو كانت التكاليف هي مصير التونيسار...والثمن هو تخريبها وتدميرها وإنهيارها...وذلك هو لبّ صعود الشخصيات الشعبوية التي أبتلينا بها...وهي من صنع هؤلاء الغوغاء والفوضويين...!!! ومن يظن أن ألفة الحامدي إنتهت فهو ساذج أو طيب...فطموحاتها أكبر من التونيسار...وقد جمعت في شهرين على رأسها رصيدا من الشعبوية...لتشق طريقها على أكتاف الغوغاء نحو الأعلى...فخطابها الحماسي المزيف ضد الاتحاد والسيستام...يخدع عميان البصيرة ومسلوبي العقول وفائري العواطف...وهو الخطاب العدواني الذي إنطلقت به نحو مغامرة سياسية جديدة سنكتشفها مستقبلا...وطبعا صحة ليها لأن هناك غباء شامل يكفي لصنع شخصية شعبوية أخرى...تستغل الفشل والاحباط والبلاهة لتبرز فجأة من جديد...!!!! الكفاءة ليست مقياسا للوصول...يكفي أن تكون ضد اتحاد الشغل حقا أو باطلا...أو ضد فرنسا...أو ضد شركات البترول...أو ضد السيستام...وأن تتشبه بالشعب ولو كذبا...وتردد شعارات شعبوية مثيرة للتعاطف والعواطف...المهم أن تكون إنتهازيا وشعبويا لتصل الى هدفك...ولو بتتفيه وتمييع وتسفيه قضايا عادلة...أكيد لن تنتصر بأمثال ألفة الحامدي...!!