يكن اخواننا في الجزائر على المستويين الشعبي والرسمي تعلقا شديدا بتونس وعلمائها يعبرون عن ذلك عمليا وبكل تلقائية وهو منهم وفاء واعتراف بالفضل للبلاد التي اوتهم وازرتهم في اوقات الشدة وللزيتونة التي نهل الكثير منهم من معينها العذب. كنت شاهدا على ذلك في اكثر من مناسبة من ذلك انه لما وافت المنية المؤرخ الكبير عثمان الكعاك رحمه الله وكان ذلك لدى مشاركته في ملتقى الفكر الاسلامي في مدينة عنابة وكان يحظى رحمه الله باحترام وتقدير كبيرين لدى كل الجزائريين و بالخصوص لدى الاستاذ مولود قاسم رحمه الله الذي يكن لتونس وعلمائها وللزيتونة حبا شديدا واعترافا بالفضل. وكان الاستاذ مولود قاسم رحمه الله يشغل خطة مستشارلرئيس الجمهورية ووزيرا للتعليم الاصلي والشؤون الدينية وقد تحرك رحمه الله بما يليق بمكانة الاستاذ عثمان الكعاك رحمه الله فقد انتظم موكب تابين كبير للفقيد في مطار عنابة وسخرت طائرة خاصة لنقل جثمان الفقيد الى تونس وصحبه في الطائرة وفد علمي وديني جزائري رفيع المستوى تراسه الشيخ احمد حماني رئيس المجلس الاسلامي رحمه الله. هذا الموقف النبيل من الاخوة الجزائريين تكرر عدة مرات فقد اقيمت للاستاذ الصادق بسيس رحمه الله اربعينية احتضنها المركز الاسلامي في الجزائر العاصمة دعيت للمشاركة فيها عدة شخصيات تونسية. انه الوفاء الصادق والاعتراف بالجميل لتونس وعلمائها يتكرر ويتجدد من طرف الاخوة الجزائريين الذين لم يتاخروا عن دعوة علماء تونس ومفكريها للمشاركة في ملتقيات الفكر الاسلامي والملتقيات التي لاتزال تعقد في الجزائر.( وهي شهادة مني لم انفك اذكر بها لما في ذلك من تمتين عرى الاخوة بين البلدين والشعبين). فتحية للجزائر ولشعبها على وفائها واخوتها الصادقة لتونس وشعبها.