بكل نخوة واعتزاز تحي درة الحوض المنجمي المظيلةوالمتلوي على وقع ذكرى احداث 4 و5 مارس 1937 او بما يسمى احداث "الخميس الاسود" المجيدة بين عمال عزل تمسكوا بتحقيق مطالبهم وبين قوات "العسكر والجندرمة"في تلك الفترة لتخلف العشرات من الشهداء والجرحى والمعتقلين من عمال الحوض المنجمي. بتاريخ 26 جوان 1936 اجتمعت غرفة المصالح المنجمية واقرت عدم سحب اتفاقية "ماتينيون" على العمال المنجميين وفي ظل تدهور الاوضاع المعيشية وبعد ان سجلت تعبئة هامة وانخراط العمال داخل النقابات ، تم اعداد كراس شروط موحدة يوم 21 اكتوبر 1936 كانت بمثابة العقد المشترك ، تم عرضه على ادارة شركة صفاقسقفصة وتمت دعوتها الى الدخول في مفاوضات مع الجانب العمالي فجابهت ادارة الشركة الوفد العمالي بالرفض . وفي مواجهة هذا الموقف توتر المناخ الاجتماعي وعقدت اجتماعات عامة بالمراكز المنجمية وتقرر الاضراب العام في 17 نوفمبر 1936 ودام 14 يوما ومثل ذلك انتصارا للحركة النقابية جامعة عموم العملة التونسية في اول اختبار لها . وبعد فشل المحاولة الصلحية تم عقد اجتماع برعاية الإقامة العامة بتونس وبعد مفاوضات عسيرة توصلت اطراف التفاوض الى توقيع العقد المشترك والموافقة على جميع المطالب يوم 29 نوفمبر 1936 واستئناف العمل يوم 1 ديسمبر 1936 لكن سريعا ما خابت امال العمال بعد ان تراجعت الشركات المنجمية في تفعيل ما اتفق عليه لينطلق الاضراب العام يوم 2 مارس 1937 بالمناجم الأربعة ولم تتمكن القيادة النقابية المركزية ولا النقابات المحلية من تطويق الازمة وتأطير الغليان العمالي خاصة بعد ان تم تكوين لجان لحماية الاضراب ولتعطيل عملية نقل الفسفاط وقع فك اجزاء من السكة الحديدية وارتمى البعض من العمال امام قاطرات الشحن ، وللسيطرة على الوضع تم توجيه قوات من "الجندرمة" و"الرماة" من لكافة معتمديات الحوض المنجمي للتصدي لهذا التحرك العمالي . ظهر يوم 4 مارس 1937 ولمواجهة هذا الوضع وتشتيت المحتجين وبدعوى منع العمال للمضربين بالمتلوي من السيطرة على مستودع للاسلحة ب"المغارة" ، انطلق الرصاص من شباك ادارة المنجم إيذانا ببدء المجزرة فكانت فاجعة رهيبة خلفت وراءها 18 شهيدا و34 جريحا و20 معتقلا بالمتلوي .ومن الغد اندلعت احداث مماثلة بالمظيلة التي شهدت تحركا احتجاجيا تنديدا بمجزرة المتلوي فعرفت نفس المآل اذ عولجت بإطلاق الرصاص على المحتجين لتخلف 4 شهداء و2 من جرحى و28 معتقلا . وبالرغم من ذلك لم يتراجع المحتجون عن المطالبة بحقهم في الكرامة والمساواة مع العمال الاوروبيين وسحب اتفاقية "ماتينيون" على عمال المناجم تلك الاتفاقية القاضية بتطبيق نظام الأربعين ساعة والعطل الخالصة الاجر والتفاوض حول عقد مشترك للقطاع . حصيلة ملحمة شهداء 4 و5 مارس1937 22 شهيدا منهم 18 من المتلوي و04 من المظيلة. 36 جريحا منهم 34 من المتلوي و02 من المظيلة. 48 معتقلا منهم 20 من المتلوي و28 من المظيلة