يوم 5 جانفي 2008 اندلعت انتفاضة الحوض المنجمي مطالبة بمقاومة الفساد وبالتنمية الجهوية العادلة وبالتشغيل وبالكرامة. شعاراتها، هي نفسها التي رفعها الشباب في ثورة 17 ديسمبر /14 جانفي وأجبروا بها بن علي على الهروب. ألهمتنا عديد الدروس وأقنعتنا أن النضال السياسي ليس معزولا عن النضال الاقتصادي والاجتماعي كما قدّمت لنا باقة من مظاهر الصمود أمام القمع والتعذيب والسجون. أفهمتنا أن منطق المؤامرة والمناورة والتزلّف والنفاق و«القوادة» و«الاستخبارات» لا يمكنه البتّة ان يقف أمام منطق النضال الصادق من أجل حقوق الجماهير الشعبية المقهورة... أبرزت لنا، بالمكشوف، الامكانيات الكبيرة للمرأة التونسية في النضال ضد الاستبداد والفساد... انها انتفاضة الحوض المنجمي، فلنعد الى تفاصيلها خلال الاشهر الستة الاولى، علّ العديد يفهم مغزاها ويتمسّك بمبادئها، حتى نكرّم، ولو بالقليل، شهدائها وجرحاها، ونسفّه من يتجاهلها... (ملاحظة: أعددنا هذا العمل بالاستعانة بمقاطع فيديو من قناة الحوار التونسي ومن موقع البديل) 5 جانفي: اثر إعلان نتائج انتداب أعوان و كوادر شركة فسفاط قفصة التي تميزت بالمحسوبية عرفت أكبر معتمديات قفصة احتجاجات كبرى: أم العرائس، المظيلة ، الرديف... تجمعات حاشدة بمدينة أم العرائس منعت حركة المرور وأغلقت الطريق إلى شركة الفسفاط ورفعت شعارات واجب حق التشغيل. 6 جانفي: تجمّع عدد من العاطلين التحق به عدد من النقابيين والأهالي وخرجت مسيرة حاشدة انتهت باعتصام بمقر إقليم الرديف. دخول عمال شركة فسفاط قفصة في إضراب عن العمل اثر أمرهم بالذهاب إلى عملهم بالمرور بقفصةوالمتلوي عوض المرور ببرج العكارمة. 7 جانفي اجتماع معتمد الجهة بعديد الوجوه النقابية لم يسفر سوى عن وعود وتطمينات أدت بالمحتجين للاعتصام أمام مقر الولاية. 8 جانفي: عريضة سحب ثقة من ما سمّي بالهياكل النقابية المتورطة في الفساد بالمناجم بالرديف. 09 جانفي: تعليق إضراب المعطلين عن العمل في الرديف. تصاعد الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي بشكل مفاجئ حيث أغلقت مداخل المظيلة بالعجلات المطاطية المحترقة ومنع حركة المرور إضافة إلى التحاق كل فئات المدينة بالتحرك. أم العرائس : مظاهرات ضمت أكثر من 500 تلميذ إضافة إلى وجود خيام منصوبة ومنعت تحركات القطار الذي يحمل الفسفاط. اعتصام أعضاء الجنة المحلية بأم العرائس مهددين بالبدء بإضراب عن الطعام ما لم تحل ملفاتهم. الرديف: بعض المناوشات مع الأمن وقد كانت النقابات المناضلة ولجان المعطلين مسيطرة على الوضع. تجمع جماهيري بمقر الاتحاد الجهوي للشغل أخذ فيه الكلمة جملة من المسؤولين النقابيين ومناضلو اللجنة الوطنية. أكثر من 60 نقابيا اعتصموا طيلة اليوم مساندة لإضراب الجوع الذي وقع ليلا بعد الاتفاق بين ممثلي النقابات ومعتمد الجهة على أساس تمتيع معطلي الجهة ب17 وظيفة إضافية بشركة الفسفاط مع 46 خلال مناظرة مارس 2008. 10 جانفي: المحتجون في المظيلة يحتجزون أحد كبار المسؤولين في فرق التدخل ويبادلونه ب7 شبان موقوفين. 16 جانفي: وزارة التشغيل والإدماج المهني تعلن أنه سيتم انتداب 600 عون عن طريق اللجان الجهوية للتشغيل والمواطنون يتساءلون عن تركيبة هذه اللجان. 13 جانفي: صياغة البيان التأسيسي للجنة المحلية للمعطلين عن العمل بالرديف. 14 جانفي : محتجون بالمظيلة يحرقون مكتب تابع لحراس المجمع الكيمائي ويرشقون سيارات البوليس بالحجارة ويقتلعون السكة قصد تعطيل مرور القطار الحامل للفسفاط كما قاموا بتعنيف رموز السلطة هناك من رئيس البلدية ورئيس جامعة التجمع بالجهة ورئيس منطقة الأمن. 19 جانفي: اعتصام أكثر من 300 مواطن بالمقر الجهوي لاتحاد الشغل. 24 جانفي: تجدد الاعتصام 26_27جانفي: مظاهرات شعبية حاشدة شاركت فيها كل قطاعات وفئات جهة الرديف. 50 معطلا يدخلون إضرابا مفتوحا عن الطعام بأم العرائس. 2_3فيفري: الرديف: مسيرات رغم التطويق الأمني جانب كل الأماكن المركزية والرئيسية بدأت من مقر الاتحاد المحلي شارك فيها كل فئات المدينة وقطاعاتها. مناوشات حادّة وقعت يوم الأحد 3 فيفري بين البعض من أعوان البوليس ومتظاهري الرديف، عقبها اعتداء همجي على الأخ الطيب بن عثمان عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي. إقدام أعوان «الأمن» صبيحة نفس اليوم على انتزاع المئات من بطاقات هوية معتصمي الرديف. تجمع خطابي حاشد ركز على أهمية مطالب التشغيل خاصة مع التغييرات التي عرفتها منظومة التشغيل وضرورة تنمية الجهة ودعوة السلطة إلى إيلاء الأمر الأهمية من حيث التشخيص والمعالجة لأن في المراهنة على فتور الحركة انتهاك لصفة المواطنة. 5 فيفري: اللجنة المحلية لأصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بالرديّف تصدر بيانا جدّدت فيه « دعوتها لسلط الإشراف للكفّ عن سياسة الصمت والتجاهل، وأن تسرع بمعالجة الأوضاع الخطيرة بالحوض المنجمي معالجة جدّية وسليمة تكون في حجم الاحتجاجات والمطالب المشروعة والصّارخة للآلاف من أبنائه». 12 فيفري : المتلوي تدخل الاحتجاجات بعد 5 أسابيع من بداية الانتفاضة بالمنطقة، وهي أهم مركز لإنتاج الفسفاط مما ينتج شللا اقتصاديا بالجهة. لقاء بين 20 من أصحاب الشهائد ومعتمد أم العرائس . عضوان من اللجنة المحلية للدفاع عن المعطلين عن العمل بزانوش يدخلان في اعتصام اثر فشل الاجتماع مع المعتمد. 15 فيفري: تتواصل زيارة أمين عام التجمع للمنطقة في إطار حل الأزمة لكنه يكتفي بلقاءات ماراطونية مع كوادر حزبه حيث يشدّد على وضع حدّ «لظاهرة الخيام». تضاعف الضغوطات المفروضة على محتجى أم العرائس لطيّ خيامهم وحل الاعتصام وصلت حد السب والشتم والتهديد كما حاول رئيس البلدية قلع إحدى خيام بالقوة مما جعله عرضة للضرب من قبل المحتجين . أكثر من 30 رجلا وامرأة ينصبون مشانق أمام خيامهم مهددين بالانتحار في صورة محاولة الاقتراب منهم لطي خيامهم بأم العرائس. 16 فيفري : عضوان في مجلس النواب عن التجمع يؤديان زيارة للمعتصمين بخيام أم العرائس ويلتزمان بتبليغ مطالبهم وإيجاد حلول لها، وبالتالي فقد تم طيّ الخيام لكن مع بقاء النشاط الفسفاطي معطّلا وبقاء خيمة الأرامل والمعطلين. تعليق إضراب عام محلي كان سينفذه أهالي الرديف. 17 فيفري: مسيرة احتجاجية حاشدة بالرديف جابت شوارع المدينة وانطلقت من مقر الاتحاد المحلي للشغل ثم عادت إليه لتختتم بمهرجان خطابي. إضراب جوع يشنه بعض المواطنون وعائلاتهم داخل مقر جامعة التجمع بالرديف. 19 فيفري: إعلان الهدنة بالرديف. 22 فيفري : مضايقة خيمة الأرامل ال11 من قبل ما تم اعتبارهم نقابيين متورطين في الفساد بأم العرائس. 23 فيفري : زيارة كل من وزير الصناعة و وزير التنمية ووزير التشغيل ولكن دون انجازات تذكر بل تكثّف التطويق الأمني والحصار. 24 فيفري: اجتماع المعتمد ببعض المعطلين تحت إشراف الوزراء بالجامعة الدستورية إلا أن ذلك لم يزد المواطنين سوى امتعاض عبروا عنه في اجتماع بالاتحاد الجهوي للشغل واكدوا خلاله فيه فشل هذه الزيارة. 3 مارس: المعتصمون بدار الاتحاد المحلى بالرديف يصدرون بيانا يدعون فيه السلطة للتراجع عن الخيار الأمني غير الناجع ويطالبون بفتح حوار جدي والبحث عن حلول جذرية للأزمة، ويدعون المركزية النقابية إلى تحمل مسؤولياتها في دعم الحركة بمنطقة الحوض المنجمي ورفع التجميد النقابي عن عدنان الحاجي وتجميد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة آنذاك ورفع الحصانة البرلمانية عنه وفتح ملف تحقيق مالي بالنسبة للأموال الممنوحة للاتحاد. 5 مارس : اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بقفصة تصدر بيانا تدعو فيه مختلف مكونات المجتمع المدني لمساندة تحركات الحوض المنجمي وكذلك المركزية النقابية وتحذر السلطة من نتائج تعاملها السلبي مع هذه الحركة. تصاعد وتيرة التصعيد الأمني . 13 مارس: الاحتجاجات بمدينة الرديف تعرف منعرجا خطيرا واقتحام مجموعة كبيرة من البوليس السياسي ووحدات التدخل مقر الاتحاد المحلي لإخراج المعتصمين. 15 مارس: هدوء بمدينة الرديف بعد وعود بفتح قنوات جدية للحوار مع لجنة التفاوض. 18 مارس: الخيام تنصب مجددا في أم العرائس . مسيرة حاشدة للمعطلين عن العمل بالرديف. إقالة والي قفصة تحت عنوان يحمل معاني خطيرة :« انتقل لمهام أخرى». 27 مارس: عمال المجمع الكيماوي بالمظيلة يضربون عن العمل بيوم مطالبين بحقوقهم المهنية. 10 عمال منهم يدخلون في إضراب عن الطعام. 28 مارس: دخول مجموعة أخرى في الإضراب متكونة من 5 أشخاص. وفد حقوقي وسياسي يؤدي زيارة تضامنية لأهالي الرديف. في زانوش عدد من أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل ينفّذون اعتصاما بالخيام. 30 مارس: تجمع احتجاجي حاشد بالرديف من أجل رفع التجميد عن المناضل النقابي عدنان الحاجي. 31 مارس: الناجحون في مناظرة شركة الفسفاط يعتصمون بمقر الاتحاد المحلي بالرديف في محاولة استفزازية لجرّ المحتجين للعنف. في أم العرائس تكررت نفس العملية لكن 70 معطلا والأرامل المعتصمات قاموا بطردهم الى جانب من اعتبروهم «النقابيين الانتهازيين» بالجهة. 1 أفريل: عائلة متكونة من 5 أفراد تدخل في اعتصام بأم العرائس. 5 أفريل: لجوء عشرات من الأهالي بمنطقة القصاب من أمّ العرايس إلى داخل الحدود الجزائرية. 6 أفريل: الرديف: عناصر مشبوهة رمت مركز الشرطة بالحجارة وهو الامر الذي استغلته قوات الأمن المرابطة هناك لتتدخل بوحشية وتنكّل بالأهالي ووصل الأمر الى حد إطلاق أعيرة نارية في الهواء. مداهمات ليليّة و اعتقالات. 6_7أفريل: خروج الشباب العاطل عن العمل في مظاهرة ليلية يوم 6 أفريل 2008، ووقعت مناوشات بين المتظاهرين وأعوان الأمن سرعان ما تحولت إثر المظاهرة إلى مداهمات وإيقافات بالمنازل للعشرات من الشباب المعطل عن العمل. وقد طالت الإيقافات صباح الاثنين 7 أفريل 2008 نقابيين وهم الأخوة: عدنان الحاجي، كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بالرديف وعضو الاتحاد المحلي. عادل الجيار، من نقابة التعليم الثانوي. الطيب بن عثمان، من نقابة التعليم الأساسي. بوجمعة الشرايطي، من نقابة الصحة. وقد تعرض جلهم للعنف الشديد من قبل قوات الأمن ساعة إيقافهم، مع العلم أن الأخوين عدنان الحاجي وعادل الجيار لم يكونا في المنطقة ساعة انطلاق الأحداث ووصلا من العاصمة صباحا بعد انتهائها. إثر ذلك حصلت مواجهات بين متظاهرين مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين وبين قوات الأمن التي استعملت القنابل المسيلة للدموع. 7 أفريل: اعتصام زوجة عدنان الحاجي وعدد من النساء أمام مقر الاتحاد طوّق كالعادة بالحصار البوليسي. كرد فعل على هدا الهجوم الوحشي قام الأهالي بتجمع احتجاجي بمقر الاتحاد المحلي وفي المقابل اعتقلت قوات الأمن عددا كبيرا من المسؤولين النقابيين و الشبان المعطلين وقامت بالتنكيل بهم بطريقة بشعة. مئات الأهالي يضطرون إلى قضاء ليلتهم بالجبل. دخول معتصمي المعمل الكيميائي بزانوش في اعتصام مجددا مطالبين بالجدية في التعامل مع مطالبهم. أم العرائس: عودة اعتصام الخيام في رد فعل على القمع المسلط على الرديف ومواجهات مع البوليس واعتقالات. 8 أفريل: إضراب بيوم في الرديف مع توقف كل أوجه النشاط الاقتصادي بالمدينة استجابة لنداء الإضراب العام. مواجهات مع الأمن ومداهمات قوات البوليس للمنازل وإيقافات بصفة وحشية لما يزيد عن 100 وهو ما دفع بعديد الأهالي إلى الاعتصام أمام مقر المعتدية مطالبة باطلاق سراح المعتقلين. مصادمات في المظيلة اثر تحرك احتجاجي لعدد من عمال الفسفاط. اعتصام بمقر شركة الفسفاط بأم العرائس اثر دعوة «الناجحين» في المناظرة للعمل. إغلاق الطريق الحزامية نصب الخيام على سكك الحديد ومصادمات مع البوليس وإيقافات. 10 أفريل: آلاف المواطنين والمواطنات بالرديف يخرجون للشوارع محتفلين باطلاق سراح الموقوفين إثر مواجهات عنيفة مع الأمن خلال اليوم السابق. 15 أفريل: تصاعد وتيرة الاحتجاجات بالرديف. تلاميذ أم العرائس يحتجّون على تواجد الأمن ويخرجون في مسيرة حاشدة. 16 أفريل: إمضاء عريضة سحب ثقة من أعضاء نقابة المناجم من مايزيد عن 100 عامل. أقدم حبيب التبّاسي أستاذ التعليم الثانوي بأحد معاهد مُعتمديّة القطار على الدخول في اعتصام واضراب جوع احتجاجا على تحويل المعهد ليلا إلى مأوى للمئات من أعوان فرق التدخّل والذين باتوا يستفزّون التلاميذ والأساتذة عبر شتّى التصرّفات المُتهوّرة وغيرالأخلاقية. 17 أفريل: إطلاق سراح موقوفي 28 مارس بالمظيلة. 18 أفريل: اعتصام عدد كبير من المعوقين أبناء ضحايا حوادث الشغل بشركة الفسفاط مطالبين بحقهم في الشغل. 22 أفريل: عودة المسيرات بالرديف على إثر ذهاب مجموعة من المعطلين لمقابلة المعتمد ورفضه مقابلتهم. 1 ماي: تجمع نقابي بمقر الاتحاد الجهوي في قفصة تدخل فيه عديد المسؤولين النقابين المناضلين وكشفوا خلاله عن الوجه البشع لتعامل قوات الأمن مع الأزمة. 3 ماي: دخول مجموعة من شباب بلدة «تبديت» الواقعة بين مدينتي الرديّف وأمّ العرايس في اعتصام بمركز الكهرباء عالي الضغط الذي يزوّد غسّالات منجم الرديّف بالطاقة، بعد أن أوقفوه عن العمل وذلك احتجاجا على ظروفهم الاجتماعيّة المتردّية وللمطالبة بحقهم في الشغل. 6 ماي : منذ الفجر تدفقت سيارات عديدة من قوات البوب المدجّجة بالعتاد نحو «تبديت» وحاصرت المحطّة الكهربائية، قابله تدفق الأهالي من بيوتهم المتباعدة نحو نفس المكان، ومع الساعة الثامنة والنصف صباحا قدم معتمد الرديف محروسا بمئات سيارات البوليس وطلب من الشبان المعتصمين الخروج من المكان بلغة مشينة وسوقيّة أشعلت غضب المعتصمين وأهاليهم، واستمرّ الأمر قرابة 15 دقيقة ختمها المعتمد بالقول «نخدّمو الضوء ونقتلو الكلاب» وبالفعل تقدّم هذا الأخير رفقة مدير إقليم الحرس بالمتلوي وحارس المحطّة ودخلوا إلى غرفة بها معدات التشغيل وعمد أحدهم على الضغط على الزرّ غير مكترث بالموت الذي يهدّد المعتصمين الذين أصرّ 3 منهم على مسك الخيوط الكهربائية حتى قبل دخول القتلة إلى الغرفة وأعلموه أنهم متمسّكون بحقهم في العمل والخبز وأنهم لا يخافون تهاطل القنابل المسيلة للدموع على مكان اعتصامهم. ضمن هذه الظروف وهذه الملابسات وأمام أنظار المئات من الأهالي سقط الشبان الثلاثة واستشهد الشاب هشام بن جدّو (23 سنة-معطل عن العمل) وسارع المعتمد وكل القوات البوليسية التي رافقته إلى الهروب تحت وابل الحجارة وغضب الأهالي. وبقيت جثة الشهيد في يوم شديد الحرارة ملقاة في العراء إلى حدود السادسة والنصف مساء. تجمّع الآلاف من الأهالي قرب مسرح الجريمة وواصلوا مكوثهم حتى وقت متأخر ورُفعت عديد الشعارات خلال تلك التجمعات مثل «ياشهيد يا شهيد، على المسيرة لن نحيد» و«الله أكبر عاصفة على البوليسية ناسفة» و«يا شهيد ارتاح ارتاح نحنا نواصل الكفاح». واتجهت مظاهر الغضب اتجهت النظام ورموز السلطة إضافة إلى الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة... وفي ليلة 6 ماي تم دفن الشهيد بمقبرة البلدة بحضور أعداد غفيرة من الأهالي وبعض النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين... مدينة الرديف تعرف مداهمات بوليسية دامية. 7ماي : إقدام البوليس على خلع الدكاكين التجارية ونهب الحوانيت بأم العرائس. 8_9 ماي: إتلاف ممتلكات المواطنين وحرقها من قِبَلِ قوات البوليس. 30 ماي : اندلاع انتفاضة عاصمة الحوض المنجمي المتلوي اثر اعتداء رائد على زوجة أحد المضربين الذين بدؤوا إضرابهم منذ 15 ماي انتهت بإلقاء القبض على أربعة أشخاص ومواجهات دامية مع قوات البوليس. 31 ماي: تواصل الاشتباكات في المتلوي مما اضطر البوليس الى رمي القنابل المسيلة للدموع. 1 جوان: مواجهات في كامل أرجاء المتلوي بدأت من الرابعة مساء لم تنته إلا في ساعات مبكرة من الصباح. 2 جوان: في المتلوي: استشهاد الشاب نبيل شڤرة بعد أن دهسته سيارة حرس كانت تلاحقه حسب مصادر على عين المكان. في فريانة: أطلق الحزب الحاكم ميليشياته لتعتدي بكل شراسة على المواطنين الذين تجمعوا أمام المعتمدية للمطالبة بالحق في الشغل، ممّا خلف العديد من الإصابات في صفوفهم استوجبت نقل عدد منهم إلى المستشفى في حالة خطيرة، وقد عمّت المدينة إثر ذلك حركة احتجاجية شهدت مصادمات بين المواطنين والبوليس وإيقافات عديدة. 3 جوان: بيان من الاتحاد المحلي بالمتلوي يندد فيه بالممارسات القمعيّة ويطالب بحل جذري للأزمة. 6 جوان: البوليس يطلق النار على المتظاهرين في الرديف وتنتهي المواجهات بحصيلة 25 جريح واستشهاد الشاب حفناوي المغزاوي برصاصة في ظهره. تدخّل الجيش ليلا دون إعلان لحالة الطوارئ، لينتشر وسط المدينة باسطا سيطرته على أغلبها وسط ذهول المواطنين من تدهور الأوضاع إلى هذا الحدّ، وقد قام الجيش بتمشيط الجبال المحيطة بالرديف، وأعلن من خلال مضخمات الصوت عن حظر التجوال في المدينة. 7 جوان: قام عشرات النقابيين ونشطاء المجتمع المدني باعتصام بساحة الاتحاد الجهوي بڤفصة طيلة يوم وليلة السبت 7 جوان تضامنا مع أهالي الحوض المنجمي، وتم اغلاق كل قاعات الاتحاد الجهوي في وجوههم ليُجبرهم على التحرّك في البرد والعراء، إلا أنّ ذلك لم يمنع المُعتصمين من إنجاح التحرّك. أغلق العشرات من سكان الناظور (كاف دربي 20 كلم عن مدينة ڤفصة) الطريق رقم 15 الرابطة بالقصرين، انطلاقا من التاسعة صباحا إلى س22 ليلا مُحتجزين بعض حافلات النقل بين الجهات للمطالبة بتوفير مادة العلف ووقف احتكارها، وربط المنطقة بالماء والكهرباء، وكان زار المحتجّين بعض رموز التجمّع بالجهة إلا أنّ المواطنين رفضوا التحاور معهم وطردوهم. 10 جوان: عدد من أصيلي الرديف المقيمين بمدينة «نانت» الفرنسية يدخلون في إضراب جوع احتجاجا على ما يتعرّض له أهْلوهم في الرديف من تنكيل. 14 جوان: «نانت» (فرنسا): انطلقت على الساعة الرابعة والنصف مسيرة حاشدة شارك فيها المئات من أصيلي الرديف وعديد المناضلين الحقوقيين والنقابيين والسياسيين التونسيّين والفرنسيين. 18 جوان: إضراب الجوع بالتناوب (مجموعة جديدة كل ثلاثة أيام) الذي يشنه أصيلو الرديف المقيمون بمدينة «نانت» الفرنسية يدخل أسبوعه الثاني، ويتم إضراب الجوع في ساحة عمومية (قرب مقرّ الولاية) أين علّق المضربون عدّة لافتات وصورا لجرحى الرديف وعلما أسود حدادا على شهداء الحوض المنجمي. كما تواصلت لأسابيع حملة واسعة من التمشيط والمداهمات والاعتقالات في عديد مدن وأحياء الحوض المنجمي وخاصة في الرديّف مع ما يصاحبها من تنكيل بالأهالي واتلاف للممتلكات، وأدّت إلى إيقاف عشرات الشباب والنقابيّين والأهالي وتعذيبهم بوحشيّة وتقديمهم للمحاكمة، ودفعت بالمئات من الشباب خاصة إلى الالتجاء إلى الجبال... وهكذا كانت شرارة الغضب، التي صنعت انتفاضة تميزت بشيئين، الأول انها كانت حركة منظّمة ومؤطّرة وأوجدت شعاراتها قيادتها من رحمها، والثاني انها مثّلت مهد ثورة 14 جانفي 2011 بما أنها ألهمتها تقريبا نفس الشعارات التي رُفعت في 2008...