لا زال سفير تونسبباريس كريم الجموسي ينتظر تحديد موعد لتقديم أوراقه اعتماده الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. الجموسي الذي شغل منصب وزير العدل في حكومة الشاهد ومنصب وزير الدفاع بالنيابة تسلّم أوراق اعتماده من الرئيس قيس سعيد يوم 9 أكتوبر الماضي وحسب الأعراف الديبلوماسية فان السفير الجديد لا يمكنه القيام بأيّ نشاط في بلد الاعتماد أو اتصال مباشر او غير مباشر بالسلطات قبل لقاء رئيس دولة هذا البلد وتقديم أوراق اعتماده اليه ما عدا بعض الأنشطة الداخلية مثل الالتقاء بالجالية المقيمة في هذا البلد...وقد يكون هذا من بين الأسباب التي حالت دون استقبال الرئيس الفرنسي لرئيس الحكومة هشام المشيشي خلال زيارته الى باريس يوم 12 و13 ديسمبر 2020 والذي اكتفى بعقد جلسة عمل مع نظيره كاستاكس دون حضور السفير التونسي ودون اصدار بلاغ من ماتنيون اثر الجلسة والتقى رئيسي مجلس الشيوخ و البرلمان بالرغم من أنّ رئيس الدولة قيس سعيد أدى زيارة الى فرنسا يومي 22 و23 جوان 2020 بدعوة من الرئيس الفرنسي . ويجدر التذكير أنّ سفارة تونسبباريس ظلت شاغرة لمدة طويلة ناهزت سنة كاملة وهذا يحدث تقريبا لأوّل مرة منذ الاستقلال بالرغم من أنّ العلاقات بين البلدين مرّت بفترات صعبة إثر أحداث ساقية سيدي يوسف في 8 فيفري 1958 وحرب بنزرت في 19 جويلية 1961 عندما قرّرت تونس قطع علاقتها مع فرنسا بين جويلية 1961 و سبتمبر 1962، وهو ما يفسر عدم وجود سفير في هذه المرحلة... مباشرة اثر اعلان الاستقلال في 20 مارس طالبت تونس في رسالة وجهّها الوزير الأكبر آنذاك الحبيب بورقيبة في ماي 1956 تبادل السفراء مع فرنسا التي رفضت على اعتبار أنّ السيادة التونسية لا تزال غير مكتملة ولكن أمام الضغوطات التونسية المتزايدة وبعد اعتراف عديد الدول الأجنبية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية باستقلال تونس رضخت فرنسا وتم لأوّل مرة تبادل السفراء بين البلدين في 25 جوان 1956 وتم تعيين حسان بلخوجة سفيرا لتونس في باريس قبل أن يخلفه محمد المصمودي في 4 مارس 1957 ثم الحبيب بورقيبة الابن فالصادق المقدم في 15 أوت 1958.. شغل خطة سفير تونسبباريس 19 سفيرا باعتبار السفير الحالي: 8 في عهد بورقيبة ومنهم من تحمل فيما بعد رئاسة الديبلوماسية التونسية وهم الصادق المقدم، الحبيب بورقيبة الابن، محمد المصمودي، الباجي قائد السبسي و الهادي مبروك اخر وزير خارجية في عهد بورقيبة. 7سفراء في عهد بن علي جميعهم وزراء سابقين ومنهم وزير خارجية سابق المرحوم عبد الحميد الشيخ واخرهم عبد الرؤوف النجار. 4 خلال السنوات ال10 الأخيرة من بينهم السفير الحالي كريم الجموسي. وللتذكير فان فرنسا هي الشريك الاقتصادي الأول لتونس وبها أكبر جالية تونسية تعد حوالي 800 ألف من مجموع مليون و200 ألف تونسي موجودون في الخارج حسب التقديرات ومنهم 65 %يحملون الجنسية المزدوجة. فرنسية-تونسية.