تم عشية أمس في موكب خاشع تشييع جثمان الفقيد المناضل الحبيب بورقيبة الإبن نجل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي وافاه الأجل المحتوم يوم أول أمس الاثنين عن سن تناهز 82 سنة الى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي تأبين الفقيد بكلمة استعرض فيها مناقب المرحوم الحبيب بورقيبة الابن ومختلف مراحل حياته المليئة بالنضال والعطاء سواء أثناء فترة الكفاح التحرري من أجل الاستقلال والسيادة أو أثناء بناء الدولة الوطنية. وذكر الأمين العام للتجمع في هذا السياق بالمحطات العلمية والنضالية والسياسية والديبلوماسية التي تميزت بها حياة الفقيد الذي اضطلع بعديد المسؤوليات وتقلد العديد من المناصب في الحزب والحكومة. وأبرز ما حظي به الفقيد الحبيب بورقيبة الإبن من تقدير وتبجيل خلال عهد التغيير مشيرا الى ما حباه به الرئيس زين العابدين بن علي من فائق العطف وموصول الرعاية اكبارا لجهوده في خدمة الوطن واثراء مجالات اشعاعه وما اوكله اليه سيادته من مهام وطنية في عدد من البلدان التي له فيها علاقات شخصية وثيقة سيما في اوساطها الاقتصادية والمالية. وقد حضر موكب الدفن الى جانب جمع غفير من المواطنين والمناضلين بالخصوص الوزير الأول نائب رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي ووزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وعدد من الشخصيات الوطنية ومن افراد عائلة الفقيد. لماذا رغب الحبيب بورقيبة الابن أن يُدفن في المرسى؟ تونس (الشروق) علمت «الشروق» أن السيد الحبيب بورقيبة الابن الذي وافته المنية أول أمس كان عبّر قبل وفاته عن رغبته في أن يدفن في ضاحية المرسى حيث عاش وترعرع، وحيث ربطته بأهالي المنطقة علاقات ودية ولم يكن الفقيد يشاء أن يدفن في روضة آل بورقيبة أين دفنت والدته السيدة مفيدة ووالده الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. ويُجمع أهالي منطقة المرسى على التواضع الجمّ الذي كان يميّز سلوك السيد الحبيب بورقيبة الابن واستعداده الدائم لقضاء حوائجهم ومشاركتهم أفراحهم ومسرّاتهم. من هي السيدة مفيدة بورقيبة؟ ولدت السيدة مفيدة بورقيبة والدة السيد الحبيب بورقيبة الابن باسم ماتيلد لوران عام 1890 بسان مور دي فوسي (Saint-Maur-des-Fossés) بفرنسا وتوفيت يوم 15 نوفمبر 1976 بالمنستير هي الزوجة الأولى للحبيب بورقيبة وهي أول سيدة أولى لتونس . عرفها الشاب الحبيب بورقيبة عام 1925 عندما كان يدرس بفرنسا، وقد كانت آنذاك أرملة حيث توفي عنها زوجها الكولونيل لي فرا (le colonel Le Fras) الضابط في الجيش الفرنسي والذي توفي عام 1918. وقد أنجبت من بورقيبة في شهر أفريل 1927 ابنه الوحيد الحبيب بورقيبة الابن، وذلك قبل أن يتزوجا في شهر أوت من نفس السنة. عادت معه إلى تونس بعد حصوله على الإجازة في الحقوق في صيف 1927. وقد صبرت على ما لاقاه من سجن وإبعاد بسبب تزعمه للحركة الوطنية التونسية . وبعد الاستقلال عام 1956 حصلت على الجنسية التونسية، واعتنقت الدين الإسلامي بتاريخ 25 أكتوبر 1958 وحملت اسم مفيدة. كان الحبيب بورقيبة على علاقة عاطفية منذ عام 1943 مع وسيلة بن عمار رغم أنها كانت متزوجة من غيره، وقد طلق زوجته الأولى يوم 21 جويلية 1961 بنية التزوج من وسيلة في الشهر الموالي، غير أن ظروف حرب بنزرت وما أشاعته من حزن بسبب كثرة الشهداء، جعلته يؤجل زواجه من وسيلة وهو ما تم بتاريخ 12 أفريل 1962. كان بورقيبة يزور زوجته الأولى التي حافظت على ودها له إلى أن توفيت ودفنت في تربة آل بورقيبة في مدينة المنستير.