تونس - الصباح: توفي الحبيب بورقيبة الابن النجل الوحيد للزعيم الحبيب بورقيبة بعد صراع طويل مع المرض ..عن سن تناهز ال82 عاما .. اختار أن يخصص القسم الأكبر منها لعالم المال والأعمال رغم ما أبداه والده الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة من حرص على دفعه نحو الحياة السياسية ومشاركته أعباء الحكم .. وقد كان الحبيب بورقيبة الابن ثمرة زواج الزعيم الراحل بزوجته الأولى الفرنسية ماتيلد التي أطلق عليها لاحقا اسم مفيدة بورقيبة وهو زواج تواصل 22 عاما ..انتهى بطلاق الزعيم مع رفيقته الفرنسية ..التي ظلت تقيم بتونس معززة مكرمة حتى وفاتها ..رغم زواج بورقيبة الاب من السيدة وسيلة بن عمار حتى طلاقهما عام1986 ... بعد أن استفحل المرض بالزعيم بورقيبة وتعقدت معركة الخلافة بين أفراد عائلته وعدد من أعضاده في الدولة .. البداية في فرنسا وقد ولد الفقيد في فرنسا وتحديدا بباريس يوم 9 أفريل1927 ... بعد مدة قصيرة من زواج والديه ..على هامش دراسته في جامعة الصربون وخوض مغامرته الاولى في اكتشاف رموز الثقافة وخبراء القانون الفرنسيين ..على غرار نخبة من الكفاءات الوطنية التي لعبت ما بين الحربين العالميتين وقبيل الاستقلال دورا نشيطا في قيادة التحركات الوطنية المناهضة للاستعمار مثل زعماء حركة »الشباب التونسي« واللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري التونسي بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي ورفاقه ثم فريق »الديوان السياسي« بزعامة الدكتور محمود الماطري والحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف وسليمان بن سليمان والحبيب ثامر والمنجي سليم والصادق المقدم ومحمد بن عمارة والهادي نويرة والباهي الادغم..الخ سياسي ..رغما عنه ويختلف رفاق الحبيب بورقيبة الابن في تقييم حصيلته السياسية والدبلوماسية ..ويؤكد كثيرمنهم أنه وجد نفسه »سياسيا مبكرا رغما عنه«.. لأن والده الذي برز إعلاميا وسياسيا في قيادة الحركة الوطنية منذ أواسط الثلاثينات وخاصة بعد حوادث 9 أفريل 1938 دفعه رغما عنه نحو الانخراط في الشأن العام والحياة السياسية ..خاصة لما بدأ مسلسل تنقل والده بين المعتقلات والمنافي ..ثم هجرته إلى القاهرة والمشرق العربي خلال الاربعينات.. وتواصلت ثنائية بورقيبة الابن السياسي واللاسياسي بعد الاستقلال ..وخاصة بعد تولي والده خطة رئيس للجمهورية في جويلية1957 ... إذ كان بورقيبة الاب وبعض المقربين منه يدفعون الابن نحو السياسة ..بينما كان يميل أكثر إلى عالم المال والأعمال .. سفير ووزير خارجية »شرفي« وتختلف التقييمات لمرحلة تولي السيد الحبيب بورقيبة الابن مسؤوليات ديبلوماسية ..برتبة سفير ثم وزير خارجية ..ووصف مرارا بالسفير »الشرفي« والوزير »الشرفي« بحكم الوزن الكبير لوالده وقتها في اتخاذ القرارات الكبرى ..وتدخلاته المباشرة واليومية في توجيه الديبلوماسية وبعض القطاعات الاخرى .. وقد سمى الرئيس بورقيبة نجله سفيرا في واشنطن عام 1956 ثم في روما وفي نوفمبر 1958 انتقل بمثل مهمته إلى باريس واستمر في هذا المنصب إلى شهر جويلية 1961 حيث طلب منه والده »العودة إلى تونس بعد قطع العلاقات بين البلدين بسبب حرب بنزرت.« وقد توجت المسيرة الديبلوماسية لبورقيبة الابن في عام 1964 بأن عينه والده على رأس وزارة الشؤون الخارجية خلفا للمناضل الوطني والسياسي الكبير المنجي سليم ( الذي عين سفيرا في نيويورك) واستمربورقيبة الابن في هذا المنصب إلى عام1970 ، عندما سمي طوال أشهر وزيرا للعدل في عهد حكومة الباهي الأدغم ..ثم غادر المسؤوليات السياسية المباشرة حوالي عقد كامل تفرغ فيه أساسا لعالم المال والاعمال.. الأعمال ..مع عودة إلى السياسة وقد برز الحبيب بورقيبة الابن بدوره على رأس عدة مؤسسات اقتصادية فأسس عام 1971 البنك التونسي للتنمية الاقتصادية (BDET) وأداره إلى عام 1988، ولعب ذلك البنك دورا في جذب العديد من التمويلات الأجنبية وخاصة من بلدان الخليج العربي... وساهم بما نسبته 5.4 بالمائة ببنك تونس العربي الدولي(BIAT) .. كما انخرط في عدة منتديات عالمية من بينها »نادي موناكو« الذي تأسس في شهر مارس 2002 ويضم شخصيات دولية من بينها الأمير ألبير الثاني، وكان يهدف إلى »المساهمة في إرساء السلام في حوض البحر الأبيض المتوسط«. لكن لما تقدم السن بوالده عاد إلى تشريكه في الحياة السياسية في موفى السبعينات وأوائل الثمانينات ..فعينه مستشارا خصا لدى رئيس الجمهورية كان يحضر جانبا من اجتماعات بورقيبة الأب مع الشخصيات الوطنية والعالمية المهمة ..وكان الزعيم بورقيبة يكلفه من حين لاخربمهمات عالمية ..وبابلاغ رسائل سياسية خاصة لبعض كبار الساسة في العالم .. بعد التغيير وقد استقبل الرئيس زين العابدين بن علي بعد تغيير 7 نوفمبر 1987 السيد بورقيبة الابن ضمن سلسلة لقاءاته مع الشخصيات الوطنية التي لعبت دورا في العهد السابق .. وكان من بين ابرز المناسبات العمومية التي برز فيها الحبيب بورقيبة الابن مواكب التأبين والدفن والعزاء التي نظمت في تونس والمنستير بمناسبة وفاة الزعيم بورقيبة الاب في أفريل2000 .. ثم تفرغ الفقيد لحياته الخاصة وللعلاج ومصارعة المرض ..حتى وافته المنية ..