الكل يريد التعجيل بإجراء انتخابات اختيار أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وكان الأفضل لو تتم في ال 24 من جويلية القادم لكن اللجنة المستقلة للانتخابات رأت ان الأمر صعب بل مستحيل لأن الإجراءات كثيرة والخيار هو إجراء انتخابات ناجحة وشفافة ونزيهة توصلنا إلى الديمقراطية. لا أظن أن أحدا يشكك في نوايا ولا في مصداقية لجنة الانتخابات بكل أعضائها فهم شخصيات كفأة وموثوق فيها لذلك علينا جميعا أن نتجاوز مسألة المخاوف من الالتفاف على الثورة فقد وصلنا مرحلة لن يستطيع فيها أحد الالتفاف على الثورة أما اللعب على الجانب الأمني والخوف من تجدد الانفلات فهو أمر وارد ان كان التاريخ في جويلية أو في أكتوبر. علينا الآن أن نراهن على وعي شعبنا فنظريا لا يمكن إجراء انتخابات مصيرية في هذا الظرف الوجيز إذن علينا أن نكون واقعيين ونقتنع بما رأته اللجنة المستقلة أما موقف الحكومة الرافض للتأجيل فهو مفهوم فحكومتنا المؤقتة تعبت وتريد أن تستريح وتلقي الكرة لغيرها ليواجه الملفات والقضايا الصعبة وهي أيضا تخشى غضب الشعب ولا تريد تحمل مسؤولية التأجيل. هذا التردد بين اللجنة والحكومة ومجلس حماية الثورة أضاع المزيد من الوقت والأجدر الآن أن يتخذ القرار النهائي إما البدء في الاعداد للانتخابات في 24 جويلية وهو أمر مستبعد أو البدء في الاعداد لها في 16 من أكتوبر وهو المرجح أما من يطالبون بالتأجيل ليعدوا أنفسهم وخاصة الأحزاب الصغيرة والجديدة فنقول لهم ما لا ينجز في ثلاثة أشهر لا ينجز في أربعة أو خمسة أشهر ولا حتى سنة ولنكن واقعيين فانتخابات المجلس التأسيسي ليست نهاية المطاف بل ستعقبها انتخابات أخرى بعد اقرار الدستور الجديد والنظام السياسي البديل للنظام السابق الذي ضغط على صدور التونسيين طوال ستة عقود والرجاء أن يكون شعبنا واع ويختار النظام المناسب له فقد اكتوينا من النظام الرئاسي ومن سلطة الفرد الأوحد والحزب الواحد وآن لنا أن نعيش حياة سياسية راقية يحكم فيها الشعب نفسه بنفسه عبر الأحزاب التي تمثله في نظام برلماني غير مطلق الصلاحيات بل مراقب من مجلس دستوري ومن القضاء وفي نهاية المطاف من الشع