أنا تحدثت عن المساجد وعن الوعاظ وعن الأيمة، وكتبت مقالات متعددة أدعو فيها إلى أن ترفع بيوت الله عن الفرقة والتفرق والخلافات وليس لي من هدف وغرض غير ذلك والله أعلم بطهارة مقصدي. وكنت أتصور أن المساجد التي يذكر فيها اسم الله وتلقى فيها دروس الوعظ والإرشاد سوف تمرفيها الخلافات كما تمر سحابة الصيف، وتعود المساجد إلى آدابها وأخلاقها الإسلامية. وأحمد الله تعالى وأشكره أن هدى أغلب من يقومون على المساجد إلى الرشد واختفت الخلافات من المساجد التي رأى بعض المصلين فيها باجتهاد منهم أن يبدلوا إمام جمعة بإمام آخر أو إمام خمس بإمام آخر لأن السابق منهم بولائه الزائد للعهد السابق أو لأن بضاعته الفقهية ضعيفة. ولكن يظهر أن الفوضى التي نراها في بعض المؤسسات وفي بعض الطرقات والشوارع باسم المطالبة بالتغيير مازالت بكل أسف تعيش وتتحرك في بعض المساجد. ومن ذلك أن جامع جمعة بالمنزه السابع يؤمه في صلاة الجمعة إمام رأى بعض المصلين أنه متهم بالولاء في خطابه لرمز العهد السابق وأنه متهم بتجاوز صلاحياته، واعتدائه على حقوق بعض إطار الجامع. ولقد وصلتني أخباره فاستغربت أن يدور هذا الخلاف في جامع يؤمه واعظ، وأن يقال عنه من التجاوزات وهو واعظ وكان من المنتظر أن يطفئ نار الخلاف الواعظ بحكمته لا أن يكون متهما من طرف المصلين وليس مني. وأقول لقد زاد استغرابي من الأخبار التي وصلتني وأنا لا أحكم بصدقها ولا ببطلانها، ولكن يزيد استغرابي من الولاية والوزارة والرسائل والعرائض تصلها من عدد من المصلين ولا تحرك الولاية والوزارة ساكنا بالعقل والحكمة وروح المسؤولية للقضاء على الخلاف ووضع النقط فوق الحروف وتمكين كل صاحب من حقه؟ (هذا ما يقال). كيف تقابل الولاية والوزارة هذا الخلاف بالصمت وكل منهما بلغه خبر تحويل الجامع إلى حملة شبيهة بالحملة الانتخابية، ينادي فيها الإمام ببوق الجامع المصلين للإمضاء على لائحة تؤيده ويدعو المعارضون المصلون بملصقات على باب الجامع المصلين لتأييدهم في دعواهم؟ كيف تقابل الوزارة والولاية هذا الخلاف بالصمت والاتهامات تتبادل في بعض الصحف؟ أقول: إنني عرفت قصة الخلاف من طرف ولا أعرف من موقف الطرف الآخر، لكن الولاية والوزارة وصلتهما القصة الكاملة بكامل عناصرها من الطرفين فلماذا لا تسرع وزارة الشؤون الدينية بإطفاء النار؟ في عهد الطاغية المخلوع كان معتمد الشؤون الدينية يتدخل في كل خلاف وان كانت الخلافات قليلة واليوم في عهد ثورة الكرامة وقد غاب عن ساحة السلطة معتمد الشؤون الدينية فحدث فراغ أليس هذا الفراغ يشجع من يحبون الخلاف على إذكاء نار الخلاف في بيوت من آدابها أن تصان من الخلافات؟ أقول وقلت من قبل وأسأل: متى تسد الوزارة هذا الفراغ؟ لقد كتبت في الموضوع من قبل، واكتب اليوم وأنا أطرح حالة وأعرف حالات أخرى وبكل أسف أقول وأسأل: ان وزارة الشؤون الدينية تصلها أخبارها فلماذا لا تتحرك بالحكمة والمسؤولية وتقضي عليها في مهدها؟ اسأل وأحب أن أفهم. السؤال : هل يعلم السيد وزير الشؤون الدينية أن بعض المسلمين المصلين حرمهم قانون توحيد الصلوات الخمس في المساجد في وقت واحد من الصلاة جماعة بعد أن كانت كل جماعة لظروف تختار صلاة الجماعة في مسجد وقت الصلاة فيه يناسبها؟ أحب أن أفهم : محمد الحبيب السلامي