مساء 29 ماي 2011 كنتم يا أستاذ الجيل ضيفا على برنامج (بلا مجاملة) بقناة حنبعل، وكان الحوار معكم ثقافيا وسياسيا مفيدا، وقد أراد المسؤول عن البرنامج الأستاذ المحامي وليد الزراع أن يأخذكم إلى بيان موقفكم من حزب النهضة فدخل بكم في بعض شؤون الدين، وفي ضوء هذا قلتم إن الدين لله، وأن الله هو المشرّع، والذين يرون أن الخمر حرام وأن حدّ شارب الخمر يجلد ثمانين جلدة وهذا لا نجد فيه نصا من القرآن فإنهم بتشريعم هذا يدخلون في الشرك فشاركوا الله في تشريعاته، وهنا تدخل الإعلامي الكبير لطفي العماري وقال لهم: إن الصلاة وردت في القرآن ولكن كيفيتها لم ترد في آياته وإنما جاءت من سيرة للرسول فرددتم وقلتم: إن سيرة الرسول لم تظهر إلا مع ابن هشام وان أصحاب الرسول رأوا الرسول يصلي فصلوا كما صلى وهكذا وصلت الصلاة من جيل إلى جيل حتى عرفت أمي الصلاة ومنها تعلمت. الأستاذ الطالبي هل تسمحون لي ببعض الملاحظات والتنبيهات على ما قلتم؟ 1 ألا تؤمنون بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ترك لنا مع القرآن سنته؟ أليست السنة النبوية تتنوع إلى قولية وفعلية وتقريرية؟ أليس من أدوار السنة النبوية أنها تبين ما جاء مجملا في القرآن؟ أليس الله تعالى في كتابه العزيز قال لرسوله: إنا أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم؟ أليس من هذا الطريق تعلم أصحاب الرسول الصلاة فعلا وقد قال لهم صلوا كما رأيتموني أصلي؟ أليس من هذا الطريق تعلم أصحاب الرسول مناسك الحج وهو يحج ويقول: خذوا عني مناسككم؟ ألا تعلمون أن السنة النبوية مصدر من مصادر التشريع؟ فهل تشريع الرسول بسنته أحكاما لم ترد في القرآن! شراكا؟ 2 ألا تعلمون أن الرسول شجع أصحابه على الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية بحضوره وفي غيبته وهو حي؟ فهل يعتبر هذا من الجماعة اشراكا؟ ولولا اجتهاد الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من أهل الاجتهاد هل كان الإسلام صالحا لكل زمان ولكل مكان؟ ألا تعلمون وأنتم تدينون بالحرية أنه لما أغلقت السلطة باب الاجتهاد وفرضت على المسلمين والمسلمات التقليد أصيب الفقه الإسلامي بنكسة؟ 3 ألا تعلمون وانتم الذين تغلقون عليكم باب محرابكم للقراءة والكتابة أن حدّ شارب الخمر لم يحدد في زمن الرسول ولكن كان الشارب يضرب، فلما عرض الأمر على الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه اجتهد فقال: شارب الخمر إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى وقذف، فأقيموا عليه حدّ القذف المنصوص عليه في القرآن وهو ثمانون جلدة فقد عمل بالقياس ألا ترون أن القياس في أصول الفقه مصباحا من مصابيح التشريع؟ وأخيرا أقول لكم: لقد ذكرتم السيرة النبوية وأشرتم إلى سيرة ابن هشام في ردكم على الإعلامي لطفي العماري حول تشريع كيفية الصلاة، ألا ترون أنكم قد اشتبه عليكم في الرد السنة بالسيرة النبوية وفرق بين الاثنين في الموضوع وحتى في تاريخ التدوين؟ ما قولكم أدام الله فضلكم ووفقكم؟ اسأل وأحب أن أفهم. أحب أن أتهم: محمد الحبيب السلامي