يقال في الأمثال: سكت ألفا ونطق خلفا هذا المثل ألا يصح على الرئيس الطاغية المخلوع زين العابدين بن علي؟ أليس هو الذي سكت شهورا ولم ينطق لوسائل الإعلام بكلمة؟ أليس هو الذي نطق لمحاميه بما أراد فخالف كل ما يقال عنه ونفى كل تهمة وجهت إليه وعددها أكثر من ثمانين؟ أليس هو الذي نفى لمحاميه نفيا قاطعا أن تكون له أملاك أو أرصدة مالية أو عقارات بفرنسا أو بأية بقعة في العالم؟ أليس من الغريب العجيب أن ينفي الرئيس الطاغية المخلوع كل ذلك وبنوك في العالم تعلن أنها جمدت ما لابن علي من أرصدة؟ فهل البنوك جمدت أموال شخص آخر اسمه أيضا (زين العابدين بن علي)؟ هل يعرف القراء الكرام لماذا يقول الطاغية المخلوع (حولوني إلى كبش فداء)؟ أليس لأنه قضى على كرسي السلطة والتسلط ثلاثا وعشرين سنة وهو في كل يوم يذبح من أبناء الوطن كبش فداء فتصور أن ما فعله بغيره تريد ثورة الكرامة أن تفعله به؟ (رحم الله أجدادنا الذين قالوا ما أوحشك يا صنعتي عند غيري؟ (واللي كان كوّاي في لحم الناس يصبر على كي لحمه). ولنقل جدلا: إن هذا الطاغية المخلوع لم تكن له أرصدة في العالم فماذا يقول في المليارات التي وجدوها في خزائن قصره؟ هل رصدها لتكون مصروف الدار ونفقة الطعام والشراب وفاتورة الماء والكهرباء والهاتف ومنحة الأولاد كل صباح المسؤولة عنها ليلاه ما دام حضرة جنابه مشغولا (للشوشة) ببناء الوطن وحراسة الوطن من اللصوص في الليل والنهار؟ (هواشي حاجة تضحك)؟ ولماذا يرى الطاغية المخلوع أن محاكمته يراد بها تشويه سمعته؟ وهل كان يرى نفسه في المنام واليقظة نظيف السمعة طاهرا مطهرا أم قال له المنافقون من حوله وفي وسائل إعلامه أنه ملاك من ملائكة الرحمان فصدقهم ولما انطلقت المظاهرات والأصوات في مشارق ومغرب تونس تلعنه وتشكو من عدوانه وظلمه وطغيانه ويديه المطختين بالدماء والقتل والتعذيب والسرقة وسمع وهو في منفاه أصواتها رد التهم كلها كعادته وكذبها كما كان يكذب عن نفسه وعن قصره ومن في قصره وحول قصوره وقصور الأربعين سارقا من حوله ما ترويه الأخبار من أخبار تدخل خفية إلى تونس عبر طرق خفية أو تعلنها وسائل إعلام عربية وأجنبية وتفوح بين المواطنين والمواطنات روائحها النتنة؟ لقد كان هو وزبانيته يمنعون أي مواطن أن يتنفس ويشم روائح حاكم قرطاج وحاكمة قرطاج النتنة ويقول (شممت من رياح القصر روائح نتنة) واليوم وقد فرّ الطاغية المخلوع ألا يعرف أنه ترك (كنيفا) في كل ركن من أركان قصوره تزكم الأنوف ولا تجد من يمنع مواطنا من أن يلعن صاحبها؟ لاحظنا أن الطاغية المخلوع يتهم الحكومة التي كانت معه في مسؤولية نهاية رئيسها، فماذا يعني هذا؟ هل يريد أن يعيد علينا أغنيته التي عزفها وغناها في آخر خطاب له وعنوانها (غلطوني)؟ لنقل جدلا إن ذلك صحيح وأنك أيها الملاك الطاهر زين العابدين بن علي بريء من التهمة وكل تهمة براءة الذئب من دم ابن يعقوب فلماذا لا تركب الطائرة وتعود إلى تونس وتطلب محاكمة عادلة يشرف عليها ويتابعها أصدقاء من العالم كانوا من قبل أصدقاءك؟ هل ننتظر عودتك وإثبات براءتك أم أنك كعادتك تنفق الأموال على من يحركون رياح جعجعة حولك وينشرون الدخان في عيون المواطنين والمواطنات حتى لا يروا حقائق أباطيلك وألاعيبك؟ ألا تعلم أن الشعب الذي خدرته قد استيقظ وعاد إلى وعيه؟ اسأل وأحب أن أفهم.