في ظل الثورات العربية أصبح الواحد يعيش لخبطة فكرية وضبابية في الآراء والمواقف حتى لا يكاد يتبيّن موطأ قدميه.. أصدقاء الامس يتحوّلون الى اعداء وأعداء الامس يصبحون اصدقاء في لمح البصر.. وبين هذا وذاك نعيش المفارقات الواحدة تلو الأخرى.. ألم يصنّف الفنّانون في مصر بعد الثورة وفقا لمواقفهم التي اتخذوها زمن الثورة حتى تحوّل مطرب محبوب لدى الشباب مثل ثامر حسني الى واحد من أتعس المطربين لدى الشبان المصريين لموقفه السلبي بل المعادي للثورة؟.. حسن نصر الله رمز الثورة والمقاومة في لبنان والذي هتف العرب باسمه من المحيط الى الخليج اختار مساندة النظام السوري بدعوى وجود مؤامرة.. فتدنّت شعبيته الى أبعد الحدود حتى أن الناس لم يساندوه في هذه الأيام كما ساندوه سابقا وحزب الله يتعرض الى مؤامرة المحكمة الدولية!! ألم نكن نرى في بشار الاسد رمزا للممانعة العربية؟ ألم نكن نرى في القذافي سابقا بطلا قوميا يواصل مسيرة جمال عبد الناصر؟.. فانظروا كيف قلبت الثورات العربية المواقف رأسا على عقب.. فلا بطل الا الشعب المنتفض.. ولا رمز للثورة الا الشباب العربي!!