تأخر صاحبنا عن موعدنا في المقهى ومن عادته أن يسبقنا سألت عنه جاره فقال: طرقت بابه، ففتحت لي زوجته وأخبرتني أن زوجها خرج من ساعتين. واندمجنا في أحاديثنا التي يطغى عليها المرح. بعد نصف ساعة من جلوسنا جاء صاحبنا الغائب وهو صاحب نكتة ثم هو أصغرنا. سألناه عن التأخير، فجلس وطلب قهوة ثم أجاب: كنت في اجتماع حزبي، إنني تحزّبت منذ شهر استمعت الى كلام كثير ومناقشات، فيها وعليها، ذهبت صحبة أخي الاكبر، سأله أحدنا: قل لنا ما هو برنامج هذا الحزب، فربّما تعجبنا ونتحمّس لها، وننتمي اليها مثلك، قال: اخي دخله وحشمني فتبعته لا أكثر ولا أقل، هو مغروم بهذا الحزب فأطعته لأنه أخي الأكبر ولا ألوي العصا في يده، ضحكنا، وقلت: اين عصر الحريات وتعدد الاحزاب ينتمي مواطن تونسي الى حزب بالشكل الذي قلت، بالحشومية فقال لي بغضب: على كل حال أنا لي حزب، وأنتمي اليه وأحضر اجتماعاته اما انتم فتتفرّجون، تنتقدون الاوضاع في التراكن. قال أكبرنا وهو معلم متقاعد: انت وجدت زملاءك في العمل يتخزّبون فقلت حزّبني يا.. ودخلت في الحزب الذي ينتمي اليه شقيقك لأنك ترى أنه يحسن الاختيار؟ وسألناه عن اسم الحزب فضرب جبهته بكفه وقال: نسيت أنتظروا سأسأل عنه أخي بالهاتف وأخبركم. بدون تعليق.