ويوم الواقعة جد خلاف جديد بين الجارين المتخاصمين سببه بالتأكيد الخلافات القديمة، وبعد أن تبادلا الشتائم بالايادي فتبادل للعنف، وكانت الغلبة لأحدهما الأمر الذي حز في نفس الثاني الذي اتجه الى منزله وتسلح بسكين ثم عاد الى مكان الواقعة حيث وجد غريمه فطعنه مباشرة بواسطة الآلة الحادة المشار اليها، وحين سقط المسكين في بركة من الدماء تركه المعتدي ولاذ بالفرار. وبنقل المصاب الى المستشفى فشل الاطار الطبي في انقاذه من الموت حيث فارق الحياة متأثرا باصابته البليغة، وقد قامت ادارة المؤسسة الاستشفائية المشار اليها باعلام أعوان الأمن الذين باشروا تحرياتهم وتمكنوا من إيقاف الجاني. وبعرضه على باحث البداية اعترف بتفاصيل جريمته وبررها بوجود عداوات قديمة بينه وبين الهالك وأن هذا الأخير استفزه وعنفه وأضاف أنه لم يكن ينوي قتله فحرر في شأنه محضر أحيل بمقتضاه على أنظار العدالة لتقول فيه كلمتها. وبعد أن استكمل أحد قضاة التحقيق أبحاثه في هذه القضية أحال ملفها على أنظار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس التي وجهت للمتهم تهمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار والقصد. وبمثوله أمام احدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة واصل اعترافاته المسجلة عليه وكذلك تبريراته مؤكدا أنه لم يكن ينوي ازهاق روح القتيل وسانده في ذلك محاميه الذي لاحظ أن منوبه اعترف، بما نسب اليه بحثا وتحقيقا ومحاكمة وأن الهالك استفزه وعنفه وأن الركن القصدي غير متوفر بدليل اكتفائه بطعنه في مناسبة واحدة وطلب بناء على ذلك اعتبار الافعال المنسوبة اليه من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه موت دون قصد القتل واسعافه بأقصى ظروف التخفيف فقررت هيئة المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لاحقا.