احتسى الجاني يوم الواقعة ما لذ له وطاب من بنت العنب حتى أصبح لا يفرق بين الديك والحمار ثم قصد حفل زفاف أقيم بالجهة للسهر لكنه سرعان ما غادر المكان وقد لعبت برأسه الخمرة وطفق يتفوه ببذيء الكلام فلامه شقيق الهالك ودعاه للكف عن الهرج. إلا أن الجاني لم يستسغ ذلك ودخل في مناوشة كلامية مع شقيقة الضحية وتطور الأمر إلى تشابك بالأيدي. لكن الحاضرين فضوا النزاع وعاد كل واحد منهما إلى منزله ولكن الجاني عاد مجددا إلى الشارع متسلحا بسكين فلم يجده بل وجد شقيقه ودون مقدمات طعنه بالسكين ولاذ بالفرار تاركا ضحيته يتخبط في بركة دماء. وبسماع شقيق الهالك للصراخ خرج يستجلي الأمر فوجد أخاه يسبح في دمائه وهو يتلوى فأسرع بنقله إلى مستشفى شارنيكول بالعاصمة إلا أنه لفظ أنفاسه متأثرا بالإصابة البليغة التي تلقاها وذلك رغم مجهودات الإطار الطبي لإنقاذ حياته لكن الموت كان أسرع فتمّ إشعار أعوان الأمن مرجع النظر بالحادث الذين أعلموا بدورهم ممثل النيابة العمومية بابتدائية منوبة فأذن بعرض الجثة على الطبيب الشرعي لتشريحها وتحديد أسباب الوفاة. كما أذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات الجريمة. وقد أكد التقرير الطبي أن الهالك تلقى طعنة بواسطة آلة حادة تسببت في حدوث نزيف داخلي وخارجي أدى إلى الوفاة فانطلقت التحريات بالاستماع إلى أقوال شقيق الهالك الذي دل على هوية الجاني فتم إيقافه والتحري معه فاعترف بتفاصيل جريمته مفيدا أنه احتسى فعلا الخمرة وسهر في حفل الزفاف. وأضاف أنه ترك دراجته النارية لكنه لم يجدها لذلك ثارت ثائرته نافيا أن يكون نوى قتل الهالك. وبختم الأبحاث في شأنه أحيل على أنظار العدالة لتقول كلمتها فيه. وبإحالة ملف القضية على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة وجهت للمتهم تهمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الإضمار والترصد. وبمثوله مؤخرا أمام إحدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة أعاد اعترافاته المسجلة عليه نافيا نية إزهاق روح القتيل وبإعطاء الكلمة للسان الدفاع لاحظ محامي المتهم أن موكله اعترف بما نسب إليه بحثا وتحقيقا ومحاكمة مضيفا أن الركن القصدي غير متوفر وطلب بناء على ذلك اعتبار الأفعال المنسوبة إلى موكله من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه موت دون قصد القتل وإسعافه بأقصى ظروف التخفيف. وإثر المفاوضة قضت هيئة المحكمة بثبوت إدانة المتهم وبسجنه مدى الحياة.