طعن شاب في عقده الرابع ويشغل خطة قيّم بمعهد خاص تاجر ملابس بعد خلاف بينهما حول حركة غير أخلاقية قام بها الضحية انتهت بتبادل للعنف وجريمة قتل. حدث هذا خلال الصائفة قبل المنقضية وقد وجهت الى القاتل تهمة القتل العمد وقضت بسجنه مدة 40 عاما ابتدائيا وباستئنافه للحكم الصادر ضده تم اقرار الحكم الابتدائي وتعديله من حيث العقوبة والحط منها الى 30 عاما. أما تفاصيل الجريمة فتعود الى يوم 23 جويلية من سنة 2008 حيث تم الابلاغ عن قبول شاب في حالة وفاة بقسم الاستعجالي بمستشفى شارل نيكول بعد ان لفظ أنفاسه قبل ان ينجح الأطباء في انقاذ حياته، وبتحول أعوان الأمن الى المستشفى عثر على جثة شاب في عقده الثالث وقد فارق الحياة وهو يحمل اصابتين بواسطة آلة حادة الاولى على مستوى رقبته والثانية بصدره. وذكر بعض شهود العيان بكون فلانا القيم العام بأحد المعاهد الخاصة هو من تولى طعن القتيل اثر خلاف وتبادل للعنف حدث بينهما. إيقاف وبإجراء المعاينة الموطنية لمسرح الجريمة تم العثور على بقايا دماء تحيط بمفترق مكان الواقعة وهي قريبة من محل الضحية وغير بعيدة عن المكان الذي يرسي المظنون فيه سيارته. وقد تم ايقاف القيم الذي لم ينكر علاقته بالجريمة وبررها بالدفاع عن النفس. خلاف سابق وبسماع والد القتيل أكد ان ابنه الضحية البالغ من العمر 30 عاما يشتغل بمحل لبيع اللعب وأدوات الزينة بأحد أنهج المدينة العتيقة وان القاتل وهو قيم يتردد على نهجهم لملاقاة خطيبته بعد ان يرسي سيارته امام محل ابنه وكان يتسبب في كل مرة في تعطيل نشاطه التجاري. وذكر ان المتهم يحضر معه دوما مشروبات كحولية يشربها إمّا داخل سيارته او أمام عتبة منزل مهجور متاخم لمحل الهالك وان ابنه كان يتضايق دوما من هذا الشخص وقد سبق وان دعاه في أكثر من مرة الى الانتقال الى مكان ثان. وآخرها يوم الواقعة حيث تولى طعنه بسكين على مستوى رقبته وبطنه. انكار لنية الإضمار وباستنطاق المتهم في القضية لدى قلم التحقيق اعترف بتهمة قتل نفس بشرية عمدا الا انه أنكر الظروف المشددة لها والمتمثلة في الاضمار متراجعا جزئيا في تصريحاته التي أدلى بها لدى باحث البداية... وذكر انه أصيل احدى المدن الساحلية كما أنه عاش وترعرع وسط عائلته القاطنة بالمدينة العتيقة كما أنه التحق بالعمل بصفة قيم بأحد المعاهد الخاصة ونظرا الى قلة ذات اليد فقد اعتاد كل صائفة ممارسة مهنة التجارة في الملابس الجاهزة التي يقتنيها من تجار الجملة ومن ثم يبيعها بالتفصيل وهو يستعين بسيارته في ذلك، واعترف بكونه يعرف الضحية منذ الصغر ولا وجود لأغراض بينهما، لكنه في يوم حدوث الجريمة كان بحالة سكر وقد ترافق وأصدقاؤه الى البطحاء حيث محل الضحية وحيث يرسي سيارته لمواصلة تناول المشروبات مع باقي أصدقائه، الا ان الجاني اقترب منه حيث تبادلا السلام لكن هذا الاخير وحسب تصريحاته خدش عاطفة الحياء لديه باتيانه حركة غير أخلاقية، الامر الذي حزّ في نفسه وتولى دفع التاجر وتبادلا الشتائم وتطور الخلاف الى تشابك بالأيدي لكن تدخل بعض الأجوار لفضّ الخلاف وان الجاني كان بحالة سكر مطبق. سكين مخصصة للتجارة وذكر المظنون فيه في تصريحاته انه اعتقد ان الامر انتهى عند ذاك الحد الا انه فوجئ بخصمه يتسلح بقضيب حديدي بغية الاعتداء عليه فبحث حينها في صندوق سيارته على رافع العجلات للدفاع عن نفسه الا انه عثر على سكين معدّة لفتح الصناديق فتسلّح بها وتلاحما وبقيا يتصارعان الى حين اصابة الضحية على مستوى رقبته. وحين شاهد الدماء انتابته حالة من الهلع والخوف فتولى تشغيل سيارته وشرع يجوب شوارع العاصمة تائها مؤكدا ان ما حصل هو وليد اللحظة ليس الا. ورأت الدائرة المختصة فيما أقدم عليه المتهم يشكل في شأنه جريمة قتل نفس بشرية عمدا وقد أدت احدى الاصابتين الى قطع الوريد الأيمن مما نتج عنه نزيف حاد وخطير كان سببا في وفاته قبل وصوله الى المستشفى. وقضت المحكمة ابتدائيا نهائيا بإقرار الحكم الابتدائي جزائيا مع تعديل نصه وذلك بالحط من العقاب المحكوم به الى 30 عاما سجنا والقضاء برفض الدعوى مدنيا.