بعيدا عن أجواء ثقافة الفيترينة والفولكلور..لابد من التعاطي مع أدب وثقافة و فنون وتربية...و..و...الطفل بكثير من العمق حيث يمكن لأطفالنا تحصيل التعاطي الحق مع الآداب والمصالحة مع الكتاب في هذه اللوثات المناخات الموبوءة من البرامج الموجهة اليهم وخاصة من القنوات التلفزية وطبعا باستثناء البرامج الجادة...أقول هذا ونحن بانتظار معرض تونس الدولي للكتاب الذي ينتظره الأولياء و لعلهم يجدون ما يشفي الغليل بالنسبة لثقافة الأبناء زمن ثقافة ال" زطلة " وال" سراول المنقوبة " والفايس الخلاق...وما الى ذلك ..لقد دوت انفجارات مع المتغيرات الاقليمية والكونية والتي " بقبقو " فيها العرب والمسلمين و مع الأسف ...وكي العادة الجديدة كانوا ضحاياها وضايعين في الطريق فيها...آن الأوان للنظر بضمير حي وتفاؤل وجداني نبيل وقوي وحس حضاري تجاه حالتنا التي في وصفها لم نجد ما نقول غير تنفس الصعداء والعياذ بالله..لا بد من وعي جديد و برامج جريئة تحمي الأطفال والعباد والبلاد وتصالحهم مع الثقافة الجادة والآداب الرفيعة وهذا يتطلب تكاتف الجميع العائلة والمدرسة والشارع والمؤسسات والبرلمان والنوادي والاطارات المعنية و....قبل وأهم من كل ذلك لسعات الضمير..تعب الناس والأشجار والكائنات من العبثية والغوغاء وضاع المستقبل بضياع الأطفال..هذا مهم ولعل البداية تأتي من معرض الكتاب الدولي بتونس ..وهذا ليس عجيبا وغريبا وصعبا بالنسبة لصديقي الكاتب والفنان والانسان..ابن العلوية القديم..مدير هذه الدورة الدكتور شكري المبخوت...وقلت العلوية معهدي الجميل الذي عج بالنوادي في سبعينيات ومر به عدد من المبدعين طبير..رحم الله أساتذتنا الأجلاء ومنهم النيفر و قبادة والقرواشي وبن جامعة و غطاس و الطرابلسي و الماطري وعمران...تلك الفترة التي منحني فيها أستاذ العربية رحمه الله حيا أو ميتا..منحني كتاب العبرات للمنفلوطي على سبيل الاعارة لقراءته خلال العطلة الشتوية..كان عمري آنذاك 14 سنة وكنت الأول في العربية وأعطاني في حصة المطالعة أحسن الأعداد بالقسم بعد قيامي بعرض ملخص لرائعة الأديب الكبير محمد رشاد الحمزاوي " طرننو "..ومن هنا تسربت العاطفة النبيلة الى الذات وكان الشعر وبدت رحلة اللوثة الجميلة...هذه الأشياء والأجواء افتقدناها وطغى العنف وتغول الفايس أمام ذوات هشة تنهشها شركات ومؤسسات وعقارب الوهم والضياع..كائنات هشة ..فالرجاء الرحمة والعناية بأطفالنا ...بعيدا عن الضجيج والشعارات ..