وأخيرا تيقّنت من أنني لا أعاني من «الجنون».. و«الهبال».. وأنني «مانيش داخل بعضي» بالمرّة.. وسلامات.. وعقلي صحّ سالم.. أمّا كيف تيقّنت من ذلك فلقد أعلنت بحوث تاريخية أن الإنسان العاقل ظهر في تونس.. وبالذات في منطقة الجريد.. منذ مائة ألف سنة وعندما قرأت تفاصيل هذا الاكتشاف العلمي المذهل طلبت من أمّ العيال أن تزغرد ومن الأولاد أن يطبّلوا وقمت أشطح إلى أن (طحت ما في عيني بلّة). ثمّ اتصلت ببقية أهلي وطلبت منهم أن يعلنوا الخبر في كامل أرجاء الجريد.. لقد اتضح بالمكشوف أنني أنتمي إلى العقلاء.. وأن أجدادي الأوائل عقلاء.. ولكنني مع ذلك تمنّيت لو أنني مجنون.. أنا أحبّ الجنون.. لأنني «مهبول».. رغم كل شيء!..