خلال عرضه لنتائج سبر الآراء التي أنجزتها مؤسسة سيغما كونساي لمعرفة اتجاهات الرأي العام التونسي بخصوص نوايا التصويت في الانتخابات البلدية المقبلة والأحزاب التي تحظى بثقة المواطن، وهي نتائج قد أوضحت أن حركة نداء تونس تحتل الصدارة ب 35.8 % تليها النهضة ب 29.7% ثم الجبهة ب 7.6 % فأفاق تونس ب 5.4 % وأخيرا التيار الديمقراطي ب 3.3 %، قال حسن الزرقوني مدير هذه المؤسسة كلاما خرج به عن المهمة التي عهدت لمثل هذه المؤسسات في رصد توجهات الجمهور بخصوص قضية من القضايا وحاد بخطابه عن الدور الذي من المفروض أن تلعبه مثل هذه المؤسسات في معرفة نوايا الناس في مسألة من المسائل التي تهم الشأن العام وسقط في المحظور وهو محاولة توجيه الرأي العام ومحاولة فرض موقف واستنتاج هو في الأصل ليس من مهامه ولا من اختصاصه حيث قال في قناة نسمة " ان النتيجة التي تحصل عليها نداء تونس هي نتيجة تعبر عن كافة شرائح المجتمع فالعينة المستوجبة قد شملت مختلف طبقات الشعب التونسي وأن الشرائح العمرية والاجتماعية لنداء تونس تكاد تكون هي نفسها تونس بما يعني أن نداء تونس يشبه تونس في حين لاحظنا أن التيار الديمقراطي يستهوي الشرائح العمرية المتعلمة والتي لها مستوى فوق الجامعة ويستهوي كذلك الكهول " في إشارة إلى كونه حزبا نخبويا . إن المسألة الخطيرة التي نحاول التنبيه إليها هي الاستنتاجات التي خرج بها حسن الزرقوني وهو يعرض نتائج سبر أراء الأخيرة لمؤسسته والتي اعتبر فيها أن نداء تونس هو تونس ويشبه إلى حد كبير التونسيين وأن التيار الديمقراطي هو حزب نخبوي.. وهي استنتاجات نحسب أنه ليس من حقه أن يفصح عنها حتى يحافظ على حياديته وحتى يبقى على المسافة المطلوب توفرها مع كل الأحزاب ضمانا لاستقلالية المؤسسة وحتى لا تتهم بأنها تخدم جهة سياسية على حساب أخرى. وهذا يفضي إلى القول ان حسن الزرقوني قد وقع في خطإ كبير حينما لم يكتف بعرض الأرقام والنتائج وترك المواقف والانطباعات إلى غيره وانتقل إلى التحليل الموجه والاستنتاجات المدروسة والتي تقدم تصورا معينا لما هي عليه نوايا التصويت في المستقبل خاصة فيما يتعلق بحركة نداء تونس الذي يعرف مشاكل جمة ويعيش أسوأ أحواله بكثرة الشقوق فيه والاتهامات والفضائح والتسريبات الخطيرة لاجتماعاته وانتقال كل هذه الأزمة إلى الحكومة وتأثير ذلك على الحكم فكل ذلك حسب الكثير من المختصين يجعل من الصعوبة بمكان أن يأتي هذا الحزب في صدارة نوايا التصويت، بما يعني أن ما أفصح عنه حسن الزرقوني في سبر الآراء الأخير والاستنتاجات التي خرج بها تفيد أن العينة المستوجبة إما أنها غير واعية بما يدور في البلاد وغير مطلعة على حالة الاحزاب وإما أن السؤال الموجه للمستجوب وطريقة طرحه قد حصلت بكيفية ملتوية وموجهة نحو إجابة محددة وهذا كله يندرج ضمن عملية التلاعب بالعقول وعملية تزييف الوعي وصناعة رأي عام على المقاس وعملية توجيه وتحكم في الجماهير لخدمة جهة سياسية معينة. هذا يذكرنا بما كان يقوم به النظام السابق من ربط بين الرئيس والوطن من خلال ذلك الشعار المعروف "تونس بن علي" في إشارة إلى أن كل من ليس مع الرئيس فهو ضد الوطن واليوم يعيد حسن الزرقوني نفس المشهد ليجعل من نداء تونس يشبه التونسيين وهو حزب يمثل تونس.