(بحكم قانون حرية المعلومات ونظرا لان الحصول على تكلفة صبغات الشعر التي تستخدمها يتحملها دافعو الضرائب فاننا نطالب بمعرفة انواع صبغات الشعر التي يتم شراؤها لصالح رئيس الوزراء) نعم هذا هو نص وفحوى ومضمون المطلب الذي تقدم به الشعب الاسرائيلي الى حكومته ولما قرات هذا الطلب اخذت اكلم نفسي واصيح اليس فيه درس جميل في الشفافية ومقاومة الفساد التي يسعى اليها الصادقون في هذه البلاد باللسان الفصيح اليست الكثير من النفقات التي تنفقها الكثير من الادارات والكثير من المؤسسات والكثير من الشخصيات السياسية تفرض علينا ان نطلب من الحكومة ان توضحها لنا بالتفصيل والتدقيق حتى نعرف ابواب نفقات الميزانية التونسية ونطمئن على ان الضرائب التي ندفعها للحكومة تنفق في المصلحة الوطنية الحقيقية ؟ وانني اقول بصراحة ودون تطويل ان هذه الحرية وهذه الشفافية هي التي تترجم وتجسم حقا تفوق اسرائيل على كامل وجميع البلدان العربية التي لو فتحنا فيها ابواب الحرية والمحاسبة الحقيقية لوقفنا على معلومات تفضحنا فضائح عجيبة خيالية ولا اريد ان ازيد في تحليل وتوضيح هذه القضية وانما اريد ان اذكر حكام ووزراء البلدان العربية بتلك الحادثة التي قراناها ولربما قرؤوها هم ايضا في السيرة العمرية فقد كانت من جملة غنائم المسلمين ابراد يمانية فقام عمر رضي الله عنه يقسمها بالعدل وقد اخذ نصيبه منها وابنه عبد الله مثل ذلك ولما كان عمر طويل القامة فقد تبرع له ابنه بثوبه ليصنع منه ثوبا يكفيه ثم وقف عمر يخطب يوما في الناس وعليه ذلك الثوب فقال ايها الناس اسمعوا واطيعوا فوقف له سلمان الفارسي وقال له لا سمع لك علينا ولا طاعة فقال عمر ولم؟فقال سلمان من اين لك هذا الثوب؟ فقال عمر لا تعجل علي يا سلمان ونادى عمر ابنه عبد الله وقال ناشدتك الله البرد الذي البسه اهو بردك؟ فقال اللهم نعم فقال سلمان الآن مر نسمع ونطع؟ فهل عملت حكومة وشعب اسرائيل بهذا الخبر الثابت الصحيح؟ وهل سمعه العرب فتركوه ونسوه وقالوا هذا كلام ولى وانقضى وحمتله عواصف الريح؟