ما يحصل في تونس الان مداره الحقيقي الصراع حول السلطة ومرحلة ما بعد السبسي وما بعد "التوافق". ما يرفع من شعارات او الحملة ضد المصالحة ليس الا عملية تورية او تقية لجوهر الصراع بين الفاعلين السياسيين وبين زمر الضغط واللوبيات التي تسندها او تعارضها. كما ان اشتداد التركيز على " ارباك" الحكومة يكشف على ان رئيسها قد تحول الى لاعب مهم في المشهد الحالي وايضا القادم، ولعل وجوده في السلطة يساعد على تعبيد الطريق له للمرحلة القادمة ، فضلا عن "مكاسب" ربما فشلت الحكومة الحالية في إبرازها نظرا لعزلتها السياسية والمجتمعية نظرا لغياب أدوات التواصل مع المجتمع التي هي مهمة تؤمنها الأحزاب وهو ما يعوز حاليا الشاهد وحكومته، نقطة ضعف تفطن لها ساكن القصبة، وهناك ترتيبات جارية لتجاوزها وفق معلومات مؤكدة، بما يشير صراحة الى ان هناك سعي لرئيس الحكومة لبلوغ انتخابات 2019، حينها سيكون لكل حدث حديث. وصول الشاهد للاستحقاق الانتخابي لسنة 2019 قطعا يزعج خصومه وخاصة الطامحين للوصول للسلطة سواء من "المعارضة العقلانية" (مثال حزب حركة مشروع تونس- اقدر ان الهوية السياسية لهذه الحركة ما زالت لم تتشكل بعد) او من "المعارضة الاحتجاجية" ( الحراك ومشتقاته والجبهة الشعبية) بالنسبة للنهضة (أعني هنا خط الغنوشي وهو المؤثر) فهي في الغالب سترجح الاستمرارية اي دعم الشاهد، اذا ما وصل بسلام لاستحقاق 2019