إرتفع إيقاع المزايدات وتعددت بؤر الإحتجاجات وانتشرت الإشاعات لإرباك الناس وبث البلبلة في صفوفهم يحدث ذلك ونزيف الخسائر التي تضرب إقتصاد البلاد في الصميم متواصل بدفق مخيف فما حدث في الكامور بتطاوين دق جرس الإنذار الأخير قبل حدوث ما لا تحمد عقباه. *مخاطر الفتنة إن ما يحدث من إضطرابات خطيرة في بعض المناطق وما يعتمل في الساحة السياسية من مزايدات وصراعات مشحونة بالإنتهازية المفضوحة والرغبة المبيتة في مزيد تأزيم الأوضاع ، مؤلم ومفزع ومحبط ولكن الأدهى والأمر من كل ذلك هو مخجل ومهين لكل التونسيين دون إستثناء.. أجل إنه مهين في بلد أسس لمسار ديمقراطي ونظم إنتخابات نزيهة و0ختار بكل حرية وديمقراطية ، سلطة شرعية تحكمه ، ومما زاد من أثقال الإهانة ان وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم تتناقل حيثيات هذه الأحداث وخلفياتها وأهدافها الدنيئة ومقاصد مقترفيها والمحرضين عليها ، وصنفتها تمردا وعصيانا وتراجعا عن المسار الديمقراطي ، فبعد أكثر من ستين سنة من الإستقلال وبناء الدولة الحديثة وبعد ست سنوات ونصف من البناء الديمقراطي وتكريس قيم الحرية ووضع آليات دستورية لصيانة حقوق الإنسان نجد أنفسنا وقد عدنا إلى مربع الفوضى والإنفلات والتطاول على الدولة ومؤسساتها وعلى القوانين والتشريعات وغرقنا من جديد في مستنقعات الإضطراب.