صراحة في هذه الورقة كنت استعد لتناول موضوع ادمان الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي وما انتهى اليه البعض عبرها ليكون لقمة سهلة للإرهاب، ولكن استشهاد الشاب خليفة السلطاني غيّر بوصلتي تماما إلى اتجاه الحزن على ما أتاه الأوغاد مرّة ثانية في عائلة السلطاني بعد أن التهمت الذئاب الابن الأول لهذه العائلة.. ها هي نفس الذئاب تلتهم الابن الثاني خليفة السلطاني. ولكن رغم ما استبدّ بيّ من حزن عميق جرّاء هذه المأساة لنفس العائلة لم يمهلني ضميري وأمطرني بحزمة من الأسئلة على شاكلة لماذا التركيز على نفس العائلة - وإن كنّا لا نتمنى لأي من المواطنين مثل هذا المصير - ولكن نعيد السؤال لماذا تمّ مرّة أخرى جرح نفس العائلة وجرحها الأول لم يندمل بعد ولا أظنّه سيندمل؟؟ ولماذا نفس المنطقة "جبل المغيلة"..؟ فهل الجرذان اتخذوا من ذلك الجبل مقرّا رسميا لهم وانطلاقا منه تخطط كلّ العمليات الارهابية وتنفذّ بعيدا عن كلّ الأعين وكيف وبكل هذه السهولة يتمّ اختطاف ضحيتهم و ينفذون فيه اجرامهم و غلظة قلوبهم وسواده بتلك الطريقة الوحشية...؟ ولماذا العدد الأكثر للمختطفين هم من الجزائريين فهل أصبحت أراضينا بعد التضييق على الارهابيين الجزائريين ببلادهم مرتعا لهم ومكانا يشعرون فيه بالأمان وملاذا آمنا ولماذا هؤلاء الأوغاد يصطادون الرعاة بالذات هل أنّعم يدفعون ضريبة حرصهم على أمن بلادهم؟ ولماذا لم تتخذ السلطات الأمنية والعسكرية الاحتياطات الضرورية و اللازمة لحماية هذه العائلة حتّى لا تلدغ من نفس جحر الارهاب مرتين خاصّة أنّ الجرذان يرتعون في تلك الأماكن مثل الذئاب الجائعة والمتعطشة لكل قطرة دم..؟؟ الكثير من الأسئلة تعج برأسي إلى درجة الوجع إلى درجة أنّي أخذت ورقة وكتبت هذه الكلمات لعلّ ذلك يخفف من آلامي كتونسي متحصر على أخيه التونسي فقلت فيها " مرّ الأوّل من هنا // وكان يرعى غنمه // فاصطاده ذئب جائع // وكان مبروك بيننا // ثمّ إلى رأس مقطوع انتهى // لحق به خليفة // وعلى نفس الدرب مشى //وبنفس الأسلوب قضى