افتقدت الأستاذ، الصحفي والكاتب الكبير، الراحل محمد حسنين هيكل، وذلك بمناسبة الأزمة الخليجية – الخليجية، بين محور السعودية والامارات من جهة وقطر من جهة أخرى، نظرا لعمق تحليلاته، المستمدة من معرفته بالمنطقة وتاريخها وأيضا جغرافيتها، فضلا عن استناده لاطار مفاهيمي ومنهجي صارم في مقاربة «الشأن الجاري»، وفق تعبيره. افتقادي لهيكل في هذه الأزمة الخليجية المستجدة والغير مسبوقة والتي ستكون لها تداعيات على مستقبل منطقة الخليج واستقرار انظمتها التقليدية وعلى النسيج الاجتماعي والتضامن الالي بين قبائلها وعشائرها، على اعتبار ما حصل يرتقي لمرتبة اعلان الحرب دخل فضاء عشائري - عائلي (المقاطعة الكلية والشاملة لقطر). كل المقدمات تشير الى أن منطق التصعيد هو السيناريو المرشح، من هنا لا يستبعد حسم الأزمة عسكريا خاصة في ظل وجود ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي ترامب لحلف السعودية والامارات، عبر تأكيده في أكثر من مناسبة على مسؤولية الدوحة في دعم وتمويل الارهاب، وهو السبب الظاهر للزلزال الذي تعرفه المنطقة. اخترت على هامش الأزمة الخليجية المفتوحة التذكير بأهم ما ورد في اخر حوار للأستاذ هيكل (جريدة الدستور اللبنانية، 21 جويلية 2015) تطرق فيه الى السعودية والى دول الخليج العربي واصفا اياها بأنها «دول متخلفة»، حوار أزعج حينها حكام السعودية، الذين شنوا على الأستاذ حملة «شيطنة». قال هيكل: «السعودية ودول الخليج تتصرف بطريقة متخلفة»، وتابع: «مصر وايران وتركيا أوطان حقيقية، والباقي كله يشكل فسيفساء بين أوطان حقيقية»، في إشارة إلى أن السعودية ودول الخليج ليست سوى دول هامشية أمام الدول الثلاث الكبرى المشار إليها. كما أشار الاستاذ الى « قلق» يسايره حول مستقبل منطقة الخليج.