لا تستطيع أن تكون عابرة في حضورها مهما كان حجم الدور الذي تجسده... ممثلة تجمع بين الموهبة والمعرفة والصنعة... جسدت بحرفية عالية وعفوية مدهشة دور «سارة» في الجزء الثاني من مسلسل «فلاش باك» التي عرفت تطورات وانتقالات كثيرة أعلاها كانت في الحلقة الرابعة عشرة حول «سارة» ومسلسل «فلاش باك 2» للمخرج «مراد بن الشيخ» كان هذا اللقاء مع الممثلة «سهير بن عمارة».. كيف كانت ردود فعل الشارع على دورك في مسلسل «فلاش باك»؟ جميلة جدا ردود الفعل منذ انطلاق بث المسلسل حتى اليوم وأنا سعيدة بكل كلمات الإعجاب والتشجيع من الجمهور الذي يتابع باهتمام أحداث المسلسل وفي الحلقة الرابعة عشرة من المسلسل تلقيت عددا كبيرا جدا من الرسائل التي أسعدتني وجعلتني أشعر بالكثير من الارتياح على الرغم من أني ناقدة لاذعة لنفسي ويصعب أن أكون راضية عن آدائي. براعتك في الآداء كانت كامل حلقات المسلسل خاصة أن شخصية «سارة» عرفت الكثير من التطورات، لكن لماذا تفاعل الجمهور جاء أكبر مع حدث وفاة ابنك في «فلاش باك 2»؟ ربما لن «سارة» الحقيقية بعمقها ظهرت لحظة حزنها... الحزن يعرينا، والحزن أيضا هو اللحظة التي يختبر فيها المشاهد صدق الممثل، ويبدو أن المشاهد صدقني في الحلقة 14 وتعاطف مع «سارة» فكانت ردود فعلها أقوى من بقية الحلقات كيف اشتغلت على دورك؟ هل كان الأمر أسهل هذا العام باعتبار أنك عارفة بمفاتيح الشخصية منذ السنة الماضية؟ المفاتيح العامة للشخصية كانت واضحة منذ العام الماضي لكن «سارة» عرفت تطورا في الجزء الثاني وشهدت انتقالات كثيرة على مدى حلقات المسلسل... كما تم التركيز أكثر على علاقتها بالصادق (لطفي العبدلي) التي لا تستطيع أن تحددها في معنى واحد ضيق، وعلاقتها أيضا بأبنائها التي لم تكن واضحة في الجزء الأول من المسلسل، إضافة إلى دخول شخصيات وخطوط درامية جديدة مثل والدها (الأسعد بن عبد الله). ظهور الأب في المسلسل بدا مسقطا إذ لم يتم تجهيز المشاهد ولو بإشارة واحدة إلى احتمال عودة الأب الغائب الذي لا نعرف سبب غيابه؟ الإثراء الذي عرفته شخصية «سارة» في الكتابة في الجزء الثاني بالذهاب إلى عمق علاقاتها التي أنتجت في النهاية شخصية «معطوبة» و»مضطربة» كان مبررا لظهور الأب..والظهور المادي الفعلي للأب كان في الحلقة الرابعة عشرة لكن تمت الإشارة إليه أكثر من مرة قبل ذلك وبالتالي تم تجهيز المشاهد لظهوره. وظهور الأب هو الذي أعاد سارة إلى وجهها الحقيقي الطيب؟ «سارة» كانت في حاجة إلى والدها لأن غياب هذا المرجع المهم في تكوين شخصية أي الطفل صنع منها شخصية مضطربة، ثم زواجها المبكر وعلاقتها السيئة بزوجها زادها اضطرابا..حضور الرجل في حياة «سارة» أبا ثم زوجا كان سيئا وهو ما جعلها تضطرب، لكن «سارة» في النهاية لا هي طيبة ولا هي شريرة... هي إنسانة فيها كل ما يحمله الإنسان من تناقضات وهذا أكثر ما شدني فيها. هل تتقاسمين معنا الرأي بغياب إدارة الممثلين في مسلسل «فلاش باك» وهو ما أفرز تباعدا كبيرا في الآداء؟ لم أنتبه إلى ذلك صراحة، ولكني مقتنعة بأن الممثل الجيد هو جيد بالضرورة أما الممثل السيء فهو سيء ولا يستطيع أي مخرج أن يصنع من ممثل بلا موهبة طاقة عالية.. أعتقد أن الإشكال الذي واجهه مسلسل «فلاش باك» في جزئه الثاني هو ضيق الوقت في التحضير والتصوير وهو ما جعلنا نسابق الزمن من أجل الانتهاء من تصوير جميع المشاهد ومع ذلك لم نتمكن من تصوير بعضها كما أن ضيق الوقت حرمنا التحضير الجيد للقطات وإعادة بعضها ضمانا لنتيجة مثالية، كل هذا أثر بشكل ما على الصورة النهائية للمسلسل ولكنه يبقى عملا محترما وجيدا على جميع المستويات وأنا فخورة لأني كنت جزء منه. هذا يعني أنك لا تتفقين مع شركات سبر الآراء التي جاء في إحصائياتها مسلسل «فلاش باك 2» في ترتيب متأخر نسبيا؟ لا، لا أتفق تماما مع شركات سبر الآراء لأن العينة التي يعتمدونها في عمليات قياسهم تبقى عينة صغيرة لا تمثل كل الناس... لو كان الأمر متطورا مثل أوروبا أين تتم عملية الاحتساب مع كل نقرة على جهاز التحكم في البارابول لاحترمنا الأرقام أما الاحتساب بالعينة فلا يؤدي إلى نتائج قاطعة وموضوعية الشارع هو الأصدق والأصح إذن؟ قطعا الشارع هو الأصح وردود فعل الجمهور في الشارع لا تخطئ، أنا مثلا تلقيت ردود فعل أكثر من السنة الماضية وهذا يثبت أنه هناك متابعون أوفياء للمسلسل. ماهي أصعب مشاهدك في المسلسل؟ المشاهد الصعبة بالنسبة هي تلك التي أقوم بتصويرها في ظروف صعبة ويخرج آدائي مقنعا فيها... هذا هو فقط الصعب بالنسبة إلي. هل أنت راضية عن الصورة النهائية للمسلسل؟ لم أتخذ بعد المسافة الكافية التي تجعلني أشاهد العمل بتركيز وتسمح لي بالتقييم الموضوعي بعد ذلك... لكن الثابت أن «فلاش باك» ككل عمل له نقاط قوته ونقاط ضعفه ماهي نقاط قوة المسلسل وماهي نقاط ضعفه؟ الكثير من الممثلين في المسلسل كانوا في مستوى عال جدا، جماليا المخرج مراد بالشيخ يعرف جيدا ما ينجزه، وكما قلت لك منذ حين الإشكال الوحيد الذي واجهناه هو ضيق الوقت... الضغط كان كبيرا على المخرج والفريق التقني والممثلين من اجل إنهاء المسلسل واللحاق بعرضه في الآجال، وهذا أثر علينا جميعا قيل إن كواليس تصوير المسلسل شهدت بعض المشاكل هل هذا صحيح؟ أنا لم أواجه مشاكل مع أحد، ولا علم لي بالمشاكل، «كنت ديما نخدم خدمتي ونروح على روحي»..و»فلاش باك» تجربة مهمة في حياتي استفدت منها على المستوى المهني والإنساني ودفعتني لاتخاذ قرارات مهمة في حياتي من بينها الانطلاق في كتابة سيناريو أول فيلم قصير لي كمخرجة «على خاطر ما عادش نحب نستنى التلفزة» ولا أن أضحي بأي شيء من أجلها، والاعتراف «خذيتو من الناس ومن أهل المهنة». مع أي الممثلين كان العمل ممتعا أكثر من غيره؟ مع الجميع بصراحة.... مع دليلة المفتاحي ولطفي العبدلي ومروان العريان ولسعد بن عبد الله الذي كان اكتشافا كبيرا بالنسبة إلي في التلفزيون... ومع أولادي وغانم الزرلي وجميع الممثلين ممن لم يجمعني بهم سوى الحب المتبادلة والطاقة الإيجابية المتبادلة. ماهو جديدك سينمائيا؟ انتهيت من تصوير فيلمين الأول مع المخرجة المتميزة «سلمى بكار» بعنوان «الجايدة» في دور جريء في طرحه و»جديد علي»، والثاني «شيطان القايلة» مع المخرج «معز كمون الذي تم تصويره في الجنوب. استفتاء مع الممثلة «سهير بن عمارة» لم تشاهد سهير بن عمار جميع الأعمال في شهر رمضان ولكن بإلحاح منا تقدم استفتاءها كالتالي: _ أفضل عمل درامي: فلاش باك _ أفضل عمل كوميدي: بوليس حالة عادية والحجامة _ أفضل سيناريو: فلاش باك _ أفضل موسيقى: فلاش باك _ أفضل مخرج: مراد بالشيخ _ أفضل ممثل: لطفي العبدلي _ أفضل ممثلة: وجيهة الجندوبي