أشرنا في "الصريح" الورقية اليوم ان الفرقة الأولى للإدارة الفرعية لمكافحة الاجرام للحرس الوطني تعهدت بالبحث في قضية عدلية موضوعها حجز شخص دون اذن قانوني وسجنه لمدة تزيد عن 20 عاما واهمال عاجز من طرف من له سلطة عليه ومن هو مؤتمن عليه في مكان غير آهل المتهمون فيها 3 أشقاء تولوا حجز شقيقتهم بمنزل بمدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت وبناء عليه تحولت دوريات تابعة للادارة الفرعية لمكافحة الإجرام بالاشتراك مع دوريات تابعة لفرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني ببنزرت يوم 14 جوان الى محل سكنى المشتكى بهم. وقد تبين بعد تحول دوريات الحرس الوطني يوم 14 جوان ان الأخوة الثلاثة أحدهم شخص مهنته طبيب والشقيقة الثانية تبلغ من السن 48 عاما وهي متصرّفة بشركة خاصة في حين تبلغ الشقيقة الثالثة من السن 53 عاما وجميعهم قاطنون بمدينة منزل بورقيبة.وبعد مراجعة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت تمت مداهمة محل سكنى المعنيين حيث تم بعد تفتيشه العثور بداخله على الشقيقة المذكورة المتضررة في قضية الحال. وعلمت «الصريح اون لاين» انه تبين أن الشقيقة المتضررة تبلغ من السن 55 عاما وهي محتجزة بغرفة منعزلة بالطابق الأول للمنزل وموصدة ببابين حديديين ومحكمة الغلق وكانت المتضررة عارية تماما دون ثياب وفي غياب تام للرعاية الصحية وبدون أكل وتفتقر الى أبسط شروط النظافة بما في ذلك عدم وجود سرير تنام عليه او مكان تقضي فيه حاجتها البشرية. هذا وبالاستماع للأشقاء الثلاثة والتحري معهم اعترفوا أن المتضررة متواجدة بتلك الغرفة وفي تلك الوضعية منذ 20 عاما تقريبا بعد اتفاق فيما بينهم على ذلك باعتبار انها تعاني من مرض نفسي وتعمد كل مرة الى مغادرة المنزل نحو وجهة غير معلومة اضافة الى عدم قبولها بمستشفى الرازي بمنوبة لعدم امتثالها للشفاء رغم تناولها الأدوية. هذا وقد كانت الضحية في وضعية نفسية صعبة حيث كانت متخوفة الى أبعد الحدود وكانت تصرخ مرتبكة بسبب ماحصل لها من قبل أشقائها، وكانت توجه اصابعها تجاههم وهي باكية حسب مصادر رسمية من الحرس الوطني وقد أصرّ الأشقاء الثلاثة على أنهم قاموا بالخطوة المذكورة حسب اتفاق بينهم بسبب نزول شقيقتهم يوميا الى الشارع وهي تعاني من اضطراب نفسي يجعلها في بعض الأحيان تخرج للشارع وهي عارية. وقد تلقت وحدات الحرس الوطني المعطيات الخاصة بعملية الاحتجاز بعد شكاوي مقدمة من قبل الحراس هناك وبعد عديد المعطيات ومن بينها سماع أنين وبكاء وصراخ ليلي للمتضررة التي قد تكون تعاني من الخصاصة والجوع وعدم وجود ما من شأنه أن يحميها من البرد وحتى من الحرّ بل أنها كانت تتوسد أرضية الغرفة وتنام الى جانب أنها تقضي حاجتها البشرية في نفس المكان، وهوما خلف استياء لدى الوحدات الخاصة بالحرس الوطني التي نفذت عملية المداهمة للمنزل لتجد الضحية في حالة يرثى لها وقد نفى الأشقاء ان يكونوا اعتدوا على شقيقتهم بل انهم كانوا فقط يتجاهلون صراخها وتوسلاتها ولم يكونوا مهتمين لطلباتها وحاجياتها، وبمراجعة النيابة العمومية اذنت للإدارة الفرعية لمكافحة الاجرام للحرس الوطني ببن عروس بالاحتفاظ بالاشقاء الثلاثة في انتظار سماع شقيقتهم الرابعة ومباشرة قضية عدلية في شأنهم موضوعها حجز شخص دون اذن وسجنه لمدة تزيد عن 20 عاما مع ايواء المتضررة بمستشفى منوبة لمواصلة العلاج.