لم اصدق ما رأته عيناي وانا اقرا ما قاله وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي ليبرمان صباح امس الخميس فقد صرح وقال ويا لهول ما صرح ويا لفظاعة ما قال (ان تصرفات الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه غزة وتجاه حماس توحي بانه يسعى لاشعال مواجهة جديدة بين اسرائيل وحماس وزا د في التوضيح فقال بلسان مبين صريح فصيح ان مشكلة الكهرباء بقطاع غزة مشكلة فلسطينية داخلية مشيرا الى ان محمود عباس يسير بخطوات ثابتة نحو قطع تمويل الكهرباء بالكامل علما وان السلطة الفلسطينية قد اوقفت في شهر ماي الماضي تمويل فاتورة الكهرباء القادمة الى القطاع من الخطوط الاسرائيلية.. كما لفت الأنظار ووجه الأبصار الى ان لمحمود عباس استراتيجية مزدوجة وهي الحاق الضرر بمصالح حماس الحيوية من جهة وجرها نحو المواجهة مع اسرائيل من جهة اخرى)فما ان قرات هذا التصريح وهذا الكلام حتى حملتني عاصفة الريح الى مكان بعيد سحيق وحتى خلت نفسي في كابوس من كوابيس الأحلام التي لا اظن اني سانهض بعدها او استفيق اذ لم اكن اتصور حتى في الكرى وفي المنام ان يفعل عربي مسلم فضلا على ان يكون رئيسا يناضل في سبيل حقوق شعبه مهما اختلف مع شق منهم في الآراء والتوجهات مثل هذا الفعل ومثل هذا الصنيع ويسعى بتخطيط محكم وبمنهجية خبيثة خفية مريبة سرية ان يقطع عليهم مرافق الحياة الضرورية ويجعلهم لقمة سائغة وهدفا سهلا لقوة الاحتلال الاسرائيلية. ولقد تذكرت وانا في شبه ذهول تام ذلك القول الذي يقوله الحكماء اذا داهمتهم العجائب والغرائب والمصائب (هي الأيام كلهن عجائب حتى ليس فيها عجائب) وانها حقا لماساة وفضيحة وعار اخر ينضاف الى قائمة العار والفضائح والماسي العربية التي تكاثرت وتناسلت في هذه السنوات الأخيرة لما فقدت الامة مرجعيتها الدينية والأدبية ولقد جسمت في هذا التيه وهذا الضياع ذلك القول الذي يقوله الحكماء التونسيون اذا راو اخا يضرب ويطعن اخاه وهو كالمجنون وكالمصروع وكالمعتوه(لا ينقر عين الديك الا اخوه)فاجيبوني ايها الملا وايها الناس هل اصبح الرئيس محمود عباس اخطر من اسرائيل على اخوانه في قطاع غزة وفي حركة حماس؟