قديما قالوا : " اهل العقول في راحة "..ومعناه الاجتماعي المتداول ان من بعقله بذرة حكمة لا تؤثر فيه الاحداث السلبية ولا ينجذب لافعالها المشينة المدمرة احيانا والمسيئة للمجتمع احيانا اخرى ومعنى هذا ان المجتمع بجميع عناصره اذا اثّث لنفسه التعقّل والرصانة والامان والامانة فانه يمكن ان يقفز على جميع اتعابه ومساوئه السياسية والدينية بحكم ان العقل الرصين لا يوصل الا الى محطة الآمنين والمؤمنين والصالحين ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..اذ ان العقول قد تبخّرت من جراء الشموس الحارقة لجل القيم التي انبنى عليها وطننا العزيز ..وقريبا نسمعهم يبررون مواقفهم الباطلة والهدامة للقيم والهمم بالحكمة الاجتماعية الشوفينية المهووسة بالانخرام العصري :" الوضع عايز كده " لان المواطن المحافظ على الحق والكرامة والشهامة والكلمة الصادقة اصبح كمن يقبض على جمرة خبيثة ..ويكاد المرض يصيب الجميع لولا بعض تحفظ من بعض الذين لا زال الوازع الديني يردعهم ويخيفهم وما عليهم الا المثابرة والصمود من اجل ايصال المركب الاصلاحي والايماني الى شاطئ الامان ...وحسب الظاهر فان الصمود مهما طال فقد يعرف الانخرام والانحدار نحو التعميم السفلي ويتجه بالتالي نحو الانحطاط الخلقي والاخلاقي الذي بدأت بذوره تتوالد في عقول شبابنا ونرى ذلك بالمكشوف في معاملاتنا اليومية الاجتماعية اذ ان السواد الاعظم من مجتمعنا بدات تصيبه العدوى المادية في مقتل اذ اننا اصبحنا كل يوم نكتشف داء جديدا ولعل ما جرى اخيرا في مخزن للمخللات التي تعرف " ميْسرتها في شهر رمضان " اذ شاهدنا وسمعنا " صاحب المخزن يحلل وحده للمراقبين بان الدود بيولوجي ..والعناكب مادامت لم تكن القاتلة الحزينة فهي حشرة للزينة ...واما الفئران فهي كزائر الليل تاتي للمأوى ...بدون ضرر ولا شكوى ...وعجبي من بني جلدتي الذين اصبحوا جهابذة في التحليل والتحريم من اجل الكسب السريع على حساب الكرامة والامانة ولكن حسب ما نرى ونسمع فان الكسب حاشاكم حنظل "وفلوس الرباءْ..تمشي في الماءْ"...زد على ذلك ما جرى في اهل الجنوب منذ مدة من اضطرابات صحية من جراء عدوى الدلاع المسقي بماء البطاريات ...والله غريب امرنا ..صرنا نبدع في الفساد بدون قيود من اجل الكسب والثروة الوهمية ..ويبدع المفسدون في غياب الرادع الديني والاجتماعي ولكن الغريب في ذلك انهم يجمعون المال الحرام ولا يتوانون في الاغراق لمستقبلهم في الاوهام وينسون ان علام الغيوب مهما فعلوا فسوف يسلط عليهم اشد العذاب ولا اراهم ابدا ينعمون ولو ببذرة امان ...واراهم مبدعين في كذبهم على الله بالتحليل والتحريم ...