يعيش متساكنو عديد الأحياء في مدينة تطاوين منذ بداية هذا الصيف مشاكل جمة في التزود بالماء الصالح للشرب نتيجة الإنقطاعات المتكررة ولفترات بلغت أحيانا يومين. ومع تواصل هذه المشكلة،وفي ظل عدم وجود حلول جذرية لها،بدأ متساكنو هذه الأحياء في الإحتجاج حيث اتصل بنا عدد من المواطنين وطلبوا منا ايصال معاناتهم إلى من يهمه الأمر لحلحلة هذا الإشكال الذي أقضّ مضاجعهم على حد تعبيرهم،ملوحين بتصعيد نسق احتجاجاتهم في الأيام القريبة القادمة إذا عجزت مصالح "الصوناد"عن ايجاد حل ناجع لهذه المشكلة (الإنقطاعات المتكررة للماء الصالح للشراب). نقص الصيانة وكثرة الاستهلاك في قفص الاتهام يرجع أغلب المتدخلين الذين التقتهم "الصريح"الإنقطاعات المتكررة للماء الصالح للشراب إلى نقص عمليات الصيانة بشبكة استغلال وتوزيع المياه ما أدّى إلى كثرة الإعطاب التقنية وتكررها، زد على ذلك الإقبال الكبير على استهلاك الماء وهذا طبيعي في فصل الصيف نتيجة كثرة المناسبات والأفراح وازدياد الحاجة إلى هذه المادة،ممّا أربك على ما يبدو عمل الشركة التونسية لإستغلال وتوزيع المياه لتوفير الماء الصالح للشرب لكل الأحياء حتى ولو كان ذلك بضغط منخفض.. لمعرفة تفسير الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه بإقليم تطاوين لأسباب الإنقطاعات المتكررة في الماء عن أغلب أحياء المدينة وعن بعض القرى المحيطة بها،عبّر لنا مصدر مسؤول بالشركة(طلب منا عدم ذكر إسمه) عن أسفه الشديد لحدوث هذه الإنقطاعات في فترة حساسة تتميز بإقبال شديد على استهلاك هذه المادة.وأكّد-محدثنا-حرص الشركة على تجاوز جملة الإخلالات الفنية خلال الأيام القليلة القادمة،مؤكدا أنّ محدودية العنصر البشري وتآكل الشبكة وتهاويها،أدّيا إلى وقوع تذبذب في التزود بالماء الصالح للشراب وعدم إيفاء الشركة بإلتزاماتها ولو جزئيا تجاه حرفائها.. ختما نقول:لقد انتشر العطش بين مختلف المناطق التونسية ويمكن تلخيص الأسباب في : محدودية الموارد المائيّة في عدد من المناطق من جهة،ومن جهة ثانية في تقادم وعدم جاهزيّة المعدات لضخ الكميات المطلوبة في فترات ذروة استهلاك مياه الشرب،وكذلك غياب الحوكمة في توزيع المياه. مجمل هذه الأسباب يجب أن تتوقّف عندها الجهات المسؤولية،فأزمة المياه ستتواصل وسيكون للتحركات والإحتجاجات..هنا..أو هناك مواعيد أخرى في فصول الحر القادمة،ومطلوب من السلطة وضع استراتجية لتأمين حاجيات الناس من مياه الشرب وذلك بمعالجة مختلف الأسباب العالقة بملف العطش وجعل تأمين مياه الشرب أولوية وطنية لا تستثني منطقة،وإن تواصل الوضع على ماهو عليه ستزداد أزمة العطش في تونس لتطال مدنا بأكملها.