يعيش متساكنو عديد الاحياء السكنية في مدينة الكاف ومنذ اكثر من شهرين مشاكل جمة في التزود بالماء الصالح للشرب نتيجة الانقطاعات المتكررة ولفترات بلغت أحيانا يومين. ومع تواصل هذه المشكلة وفي ظل عدم وجود حلول جذرية لها بدأ متساكنو هذه الاحياء في الاحتجاج حيث تحول عدد منهم يوم الجمعة الفارط الى مقر اقليم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه وأغلقوا مقر الشركة لدقائق معدودة في حركة احتجاجية منددين بما اعتبروه تراخي الادارة في ايجاد حل لهذا المشكل العويص الذي أضحى يؤرقهم... أحياء بلا ماء... تعاني اغلب الاحياء السكنية بمدينة الكاف وخاصة الاحياء العليا منها كأحياء الفرح وابن خلدون والأنس والدير منذ أشهر من مشكلة الانقطاع المتكرر للماء وهو ما اقلق الاهالي نتيجة الحاجة الملحة إليه خاصة في فصل الصيف للشرب والاستحمام وغسل الملابس والاواني. كما عبر عدد من المواطنين واصحاب فضاءات الخدمات عن تذمرهم من تعطل مصالحهم بسبب انقطاع الماء خاصة منهم اصحاب ورشات غسيل السيارات والمقاهي والمطاعم... تذمر واحتجاج وتلويح بالتصعيد عبر متساكنو الاحياء المتضررة من الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشراب لجريدة «التونسية» عن تذمرهم وغضبهم الشديد من تجاهل اهل الذكر لمعاناتهم المتواصلة طيلة الاشهر الفارطة.وهدد متساكنو هذه المناطق بتصعيد نسق احتجاجاتهم في الايام القريبة القادمة اذا عجزت مصالح «الصوناد» عن ايجاد حل ناجع لهذه المشكلة الغريبة عن الجهة بالنظر الى ما تزخر به الكاف من موارد مائية هائلة... نقص الصيانة وكثرة الاستهلاك في قفص الاتهام يرجع اغلب المتدخلين الذين التقتهم «التونسية» الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشراب الى نقص عمليات الصيانة بشبكة استغلال وتوزيع المياه مما أدّى الى كثرة الاعطاب التقنية وتكررها الى جانب تعطل المضخة الرئيسية بمنطقة عبيدة من معتمدية الدهماني. زد على ذلك الاقبال الكبير على استهلاك الماء. وهذا طبيعي في فصل الصيف نتيجة كثرة المناسبات والافراح وازدياد الحاجة الى هذه المادة، ممّا أربك على ما يبدو عمل الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه لتوفير الماء الصالح للشرب لكل الاحياء حتى ولو كان ذلك بضغط منخفض... العيون الطبيعية هي الحل في ظل تواصل مشكل الانقطاعات المتكررة للماء وفي ظل عدم وجود حلول جذرية من قبل مصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بإقليم الكاف لهذه المسألة وجد متساكنو مدينة الكاف ضالتهم في العيون الطبيعية المتواجدة بمحيط المدينة حيث يتنقلون اليها فرادى وجماعات محملين بأوعية بلاستيكية تكفي سعتها حاجتهم لبضع ساعات...بينما اتجه عدد اخر الى استعمال قوارير المياه المعدنية وهو ما أرهق كاهلهم في فترة تعيش فيها اغلب العائلات ضائقة مالية نتيجة غلاء المعيشة وتقارب المناسبات الكبرى وتواترها كشهر رمضان والعيد والعودة المدرسية... «الصوناد» تعد بالحلول لمعرفة تفسير الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بإقليم الكاف لأسباب الانقطاعات المتكررة في الماء عن اغلب احياء المدينة إلتقت «التونسية» السيد احسان الخلايفي مدير اقليم «الصوناد» بالولاية الذي عبر عن أسفه الشديد لحدوث هذه الانقطاعات في فترة حساسة تتميز بإقبال شديد على استهلاك هذه المادة. وأكد الخلايفي حرص الشركة على تجاوز جملة الاخلالات الفنية خلال الايام القليلة القادمة مؤكدا ان محدودية العنصر البشري وتآكل الشبكة وتهاويها أدّيا الى وقوع تذبذب في التزود بالماء الصالح للشراب وعدم إيفاء الشركة بإلتزاماتها ولو جزئيا تجاه حرفائها..