في الحلقة الاخيرة التي أعدتها هيئة الحقيقة والكرامة في تزييف الانتخابات في عهد بورقيبة أعتبر شخصيا مثلي مثل من تابعوا الانتخابات في ذلك العهد معتقدا صادق الاعتقاد أن هناك تزويرا في هذه الانتخابات، إلا أن طريقة تقديمها والمشاركين المتدخلين في هذه الحلقة لا تخلو مداخلاتهم هم أيضا من التزوير رغم أن دور الماجدة كان طاغيا في ذلك الوقت الا أن دور "ادريس قيقة" في الانتخابات التي كان فيها وزيرا للداخلية لم تتمّ مما قاله بصفة دقيقة وحتى موقفه من تزييف تلك الانتخابات كان ضد مزالي لإزاحته والاضطلاع بدور الوزير الاول لأنه كان يعرف بالضبط موقف بورقيبة الحقيقي من هذه الانتخابات. وكما هو الشأن بالنسبة لوالي تونس آنذاك مهذب الرويسي فقد كان دوره أكثر عمقا مما تحدث عنه وهو من دعا الماجدة لحضور نهاية هذه الانتخابات بالولاية. ف"إدريس قيقة" الذي استشهد فقط بالغائبين كوالي جندوبة آنذاك وفاضل خليل وعبد الحق الاسود ومحمد مزالي وكلهم أموات وبالتالي لا يمكنهم الاجابة. ولكل هذا ولغيرها من الاسباب الاخرى فان الديمقراطية لم تكن همهم الاكبر بقدر مصالحهم الشخصية التي تشكل رائدهم الاوحد وقد بينت احداث أخرى خارج الانتخابات هذا التوجه بما في ذلك استدعاء عدد كبير من الصحافيين الاجانب وذلك لغاية فضح حكومة مزالي وإسقاطه خاصة باعتبار الحالة الصحيّة للمجاهد الاكبر وما كانت عليه من ضعف ويقينهم العميق والمسبق بأن الانتخابات سائرة في طريق التزوير وتعويل "ادريس قيقة" من جهته و"الطاهر بلخوجة" من جهته أيضا لمساندتهما للحصول على مبتغاهما.