التقيت بسهى عرفات على متن طائرة الخطوط التونسية العائدة من باريس الى تونس سنة 1989 . وكنّا جنبا الى جنب في الدرجة الاولى بالطائرة. ولما أقلعت الطائرة بادرتني بالسؤال عني فعرّفتها أني مدير جريدة الحرية وكان الحديث متصلا طيلة الرحلة حيث أعلمتني أنها الكاتبة الخاصة للزعيم "ياسر عرفات" ؟ مدتني برقمها لإجراء حديث خاص للجريدة مع من كانت هي كاتبته الخاصة ويمكنني للغرض الاتصال بها مباشرة على أنها سترتب كل شيء. وفهمت من مجرى حديثها أن لها علاقة خاصة بالمرحوم ياسر عرفات أكثر من أنها كاتبته الخاصة. وعرفت كذلك أنها ابنة ريموندا الطويل ذات الوجاهة الكبيرة في باريس. وأنها اعتنقت أخيرا الاسلام وأنها من مواليد القدس وعاشت في "نابلس" ودرست مثلي في جامعة السربون وعمرها آنذاك حوالي 26 سنة. وقد عرفت أختها زوجة سفير فلسطينبباريس "بسيسو" فيما أعتقد، وتمّ ذلك ببيت مدير إذاعة الشرق بباريس وذلك سنة 1991 خلال مأدبة عشاء. وأكدت لي أنها تعرفت على عدد من التونسيين وقد درست بالسربون على يد صديقي "حاتم بن عثمان" الوزير الاسبق للتربية والذي كانت له علاقات كبيرة ومتينة مع الفلسطينيينبباريس والأستاذ الجامعي وصديقي الكبير "وحيد السعفي" الى جانب أستاذنا "أندري ميكال" الذي تولى ادارة المكتبة الوطنية بباريس بعد ذلك وألف العديد من الكتب منها "الابن المقصوف" (ترجمة العنوان لصديقي الجامعي "حمادي صمود" Le fils interrompu" حكى فيه ترجمة ومأساة موت ابنه. وقد ربطت "سهى" فيما بعد علاقات متينة في تونس وتزوجت من "ياسر عرفات" بعد سنة تقريبا بصفة رسمية مع فارق في السن بحوالي ثلاثين سنة. وكانت علاقاتها متينة جدا بزوجة الرئيس "بن علي" وقد تحصلت مباشرة هي وابنتها "زهوة عرفات" على الجنسية التونسية لكنهما فقدتاها على حين غفلة اثر خلافها مع زوجة بن علي وغادرت مباشرة إثر ذلك تونس واستقرتا بمالطا. والطريف أنني حاولت الاتصال بها وأنا مديرا لجريدة الحرية على الرقم الذي أمدتني به لإجراء حوار مع المرحوم "ياسر عرفات" فأجابني شخص فهمت أنه من المخابرات الفلسطينية عن طريق اسئلته فقطعت المكالمة واكتفيت بالحوار الذي أجريته مع "عرفات" ببيروت سنة 1982 لما كنت آنذاك صحافيا بجريدة "العمل".