وصلت ليلة البارحة الى الحدود الليبية بواخر حربية ايطالية مدّعية أنّ إيطاليا بلغت حدود إمكانياتها في قبول اللاجئين والعناية بهم. ومعلوم أن ايطاليا تستقبل أغلب المهاجرين القادمين من افريقيا للجوء الى إيطاليا وتنتقل البعض منهم الى بقية البلدان الاوروبية الاخرى بصفة سريّة. ولكن يبدو أنّ المهاجرين ليسول فقط هم سبب توجيه إيطاليا لبواخرها العسكرية الى ليبيا بل هي اساسا الخلافات القائمة بين إيطالياوفرنسا على وضع اليد على الامكانيات البيترولية والغازية التي تزخر بها الشقيقة ليبيا حين تستقرّ الأمور هناك. وكان استقبال الرئيس الفرنسي الجديد "إيمانوال ماكرون" لكل من المشير حفتر والرئيس السرّاج القياديين الليبيين في الايام القليلة الماضية والاتفاق معهما على جملة من القرارات تخصّ التهدئة في ليبيا الشيء الذي أثار غضب السلطات الليبية التي كانت تعول على القيام بهذا الدور خاصة وهي التي كانت في وقت ما تسيطر على ليبيا في عهد الاستعمار. وهذا إضافة الى العديد من القرارات الفرنسيّة في المجالات الاقتصادية الاخرى كمصنع البحرية الذي كان على ملك مشترك بين فرنساوإيطاليا وقامت في الايام الأخيرة فرنسا بمحاولة تأميمها مما أعطى إشارة إضافيّة لمستوى التصدّع الذي تعرفه العلاقات الفرنسيّة الايطاليّة. وسننتظر في الايام القادمة مدى تطور هذه العلاقات وما هي تبعاتها على ليبيا وعلى البلدان المجاورة لها كتونس مثلا.