تعيش الساحة السياسية على إيقاع تناقضات في جميع المجالات مما يؤكد بوضوح انها تعاني من الإرتباك الشديد حيث تتقاطع القيم والمبادئ النظرية مع الممارسات الخاطئة على أرض الواقع ، وقد أخذ هذا الإرتباك في الأيام الأخيرة أبعادا مثيرة للحيرة والتساؤل، تجلت بالخصوص في هذه المشاورات الماراطونية المتعثرة لإجراء تحوير هام في هذه الحكومة ، التي لن تتمكن من إخراج البلاد من النفق الذي تردت فيه ، . بقي انه إذا ما نظرنا للمشهد السائد حاليا، من الجوانب البادية في الظاهر نجد اننا، نظريا على الأقل ،في طريق تسلكه ، عادة، الديمقراطيات المتجذرة وذات التقاليد العريقة وليس الهشة والناشئة كما هو حال ديمقراطيتنا من المؤسف الإقرار بأننا نقفز على الحواجز ونهرول دون بوصلة وهو ما أوقعنا في العديد من المطبات والفخاخ ، وأضاع علينا الكثير من الفرص. إن الواقعية تفرض على السياسيين التعامل مع الأوضاع والمستجدات بكثير من التريث والهدوء وهو ما لم يحدث لأن سياسيينا إختاروا التسرع ، في صراع هستيري على المناصب.