اقول واذكر في بداية هذا الجمل بما قاله العقلاء من الناس القدامى الاولون او الأول ان الناجحين في كل مجال لا ينسحبون ابدا من مناصبهم ومراكزهم الا اذا ادركتهم الخيبة واحاط بهم الاحباط وغلبهم الفشل وتاكدوا ان خسارتهم اصبحت كبيرة وارتفعت الى درجة عظيمة لا تحتمل بلغت حد ما يقال فيه ( الكل في الكل ) واظن ان استقالة رئيس جمعية الترجي حمدي المدب كانت من هذا القبيل وعلى هذا المنوال ومن هذا النوع ومن هذا المثيل فهل كان الرجل سيقدم على هذه الاستقالة وهذا القرار لو لم ينهر بعد هزيمة الترجي كامل وتمام الانهيار؟ وهل هناك رجل مهما كانت قوته ومهما كانت شجاعته يستطيع ان يصمد امام رد فعل جمهور الترجي الكبير المهول المزمجر الهادر القادر في كل لحظة على رد الفعل بقوة وبما هو معقول وما هو غير معقول امام كل رئيس وامام كل مسؤول؟ او لم نسمع جماهير الترجي تنادي وتصيح طويلا ومنذ سنوات و في كل مقابلة وفي كل جولة ( الترجي يا دولة) ؟ فهل من السهل وهل من اليسيران يقبل الترجيون ويسمحون ويرضون ان يطيح منافسوهم وخصومهم بهم وبدولتهم وعليهم ينتصرون ومن عجزهم وضعفهم يضحكون ويعجبون ؟ وهل يتصور عاقل انهم سيسكتون وسيصمتون امام رئيسهم مهما كان اسمه ومهما كان صيته ومهما يكون ؟ ولا شك ايضا ان تلك الليلة التاريخية الليلاء التي هزم ودحر وقهر فيها الترجي وهو يرى نفسه اقوى واشرس واكبر فريق في هذه القارة السمراء قد نزلت على حمدي المدب وعلى جمهور الترجي مع الأسف الشديد باشد واعظم انواع البلاء فكلهم كانوا يتصورون ان نصرهم على الأهلي المصري في تلك الليلة سيكون من النوع العظيم الساحق قياسا على ما راوا من مستوى هذا الفريق في لقاء الذهاب السابق واذا بتصورهم وحساباتهم قد ذهبت ادراج الرياح وباتوا في ليلة الخسارة وناموا كما يقول الأدباء على القاع وعلى الضحضاح ولسنا ندري في اي حالة ادركهم ضوء النهار وطلعت عليهم خيوط شمس الصباح ؟ فهل يستطيع حمدي المدب او غيره مهما كان شانه ومهما كانت قوته ان يتحمل بيسر هذه الكارثة اوهذه المصيبة اوهذه الفاجعة ؟ ام ان التفكير سريعا في الاستقالة هو منطقيا افضل الحلول الممكنة لديه بصفة فورية عاجلة ؟ اولا يصدق في قراراستقالته اذا ذلك المثل ( مكره اخاك لا بطل ) ؟ وعلى كل حال ومهما يكن من امر فان ملخص وزبدة الدرس المستفاد العاجل مما وقع للترجيين ولرئيسهم حمدي المدب مفاده ان كل شيء ممكن الوقوع في عالم الرياضة وفي كل مجال ولا شيء يعتبر من تحصيل الحاصل او كما يقول التونسيون ( في المكتوب ) وان هذه الدنيا مليئة بالمفاجئات ولا يأمن مكرها الا المغرورون وضعاف العقول الذين يخطون مجرد خطوات في الطريق ولكنهم ينسون طوله ويتصورون سريعا انهم قطعوا كامل المسافة وبلغوا الغاية وحققوا المطلوب