صدر في «الصريح» اليوم انه بناء على معلومات وردت على مركز الحرس الوطني بحمام بورقيبة بمعتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة مفادها أن شخصا يتولى احتجاز ابنته البالغة من السن 35 عاما داخل اسطبل معد للحيوانات وقام بشد وثاقها بواسطة سلسلة حديدية وتركها دون طعام وبلا عناية فتم اعلام النيابة العمومية بجندوبة بالموضوع لتتحول اثر ذلك وحدات الحرس الوطني رفقة عمدة المنطقة على عين المكان حيث تم التأكد من صحة المعلومة وفك وثاق الفتاة واسعافها. وقد تبين أنها مكبلة بسلسلة حديدية مشدودة الى عمود خرساني (عرصة) من يديها اللتين كانتا مشدودتين خلف ظهرها وساقيها حتى لاتتمكن من الوقوف أو الحركة فتم اعلام النيابة العمومية وكذلك مصالح الشؤون الاجتماعية بالجهة لتقع معاينة الحالة مع وحدات الحرس الوطني ويتم نزع السلسلة الحديدية من يديها. وقد تبين انها تعاني من جروح بليغة على مستوى يديها وأسفل قدميها اضافة الى وجود طفح جلدي على كامل جسمها، ونتيجة الحالة المزرية للضحية وعدم قدرتها على التحرّك لقضاء حاجاتها الخاصة تولت وحدات الحرس الوطني نقلها الى المستشفى المحلي بعين دراهم لعرضها على طبيب الصحة العمومية. وقد تولى طبيب الصحة العمومية إذن بدوره بنقلها الى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بمنوبة، وقد تبين أن الضحية كانت محتجزة منذ حوالي 4 أشهر داخل الاسطبل علما أن والدها لديه ابن و3 بنات أخريات جميعهم متزوجون ويعيشون معه بنفس المنزل رفقة زوجته. كما تبين أن العائلة ميسورة الحال وتملك أراضي صالحة للزراعة والرعي بعمادةساقية من معتمدية عين دراهم بولاية جندوبة ووالد الفتاة لديه سانية وهومن أثرياء الجهة، وقد خلفت الحادثة استياء كبيرا لدي أهالي الجهة وهم جميعا اقارب وقد حاولوا انقاذ المتضررة مرارا لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأن الأب كان في خلاف دائم مع أقاربه وجيرانه ومنع حتى ابناءه من الاقتراب من المنزل وقدم شكاوى ضد جيرانه وأبنائه للأمن طالبا عدم اقترابهم. مع العلم أن الأب تحصن بالفرار بعد أن تم التفطن الى مكان احتجاز الفتاة التي كانت تعيش تحت التهديد والضرب والعنف حسب روايات افراد العائلة الذين كانوا يخافون سطوة الأب. هذا كما أكد اشقاء الضحية أن والدهم كان يهدد كل من يحاول الاقتراب من شقيقتهم ويتوعدهم جميعا بحرمانهم من الميراث ان اقتربوا منها أو ساعدوها، اضف الى ذلك أنه تقدم بشكاوى ضد كل جيرانه حتى لايقتربوا من منزله لكنه كان يخفي الحقيقة عن كل أمني عندما راجت معلومات عن تواجد ابنته بالاسطبل. وحسب مصادرنا من الحرس الوطني فان الفتاة كانت تصرخ وتتألم بعد تحريرها كما كانت متخوفة كثيرا رافضة أن يقترب منها اي طرف وكانت ترتعش كما تبين أنها كانت تقضي حاجتها البشرية في نفس المكان الذي كانت تقيم به وتحصل على الأكل بمعدل مرتين في اليوم مرة أولى صباحية والثانية ليلا وكان والدها هو من يقدم لها الأكل رافضا ان يقترب منها أي طرف آخر وكان دائم الصراخ في وجهها ويسمعها وابلا من الاهانات والشتائم. وانفردت «الصريح» بصور حصرية للفتاة الضحية التي كانت محتجزة ومشدودة الوثاق داخل اسطبل وهي صور التقطناها أثناء متابعتنا لتفاصيل عملية تحريرها لحظة بلحظة فبرافو لوحدات الحرس الوطني التي نجحت في تحرير الفتاة الضحية من بطش والدها. واكد مصدر من الحرس الوطني ل «الصريح» انه تم بعد عمليات تمشيط الايقاع بالاب اثر كمين محكم حيث كان الجاني متخفيا في منزل احد اقاربه بعين دراهم والتحريات جارية معه لمعرفة دواعي احتجازه لابنته وتعذيبها.