تحولت بلاتوهات القنوات الإذاعية والتلفزية العمومية والخاصة بعد حادثتي منع المرزوقي من الترويج لخطابه التحريضي على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة في مدينة المنستير ، والجريمة التي إقترفها أحد الإرهابيين وذهب ضحيتها ضابطا أمن إلى فضاءات مفتوحة على مختلف أنواع المزايدات الشعبوية الملوثة بدنس الزيف والبهتان، تأتيها وجوه مكفهرة ينهشها الحقد الأعمى وتسلخها الإنتهازية المفضوحة وجوه تعاقدت مع الكذب والمغالطة والمخادعة والشتم الرخيص والمغالاة في الترهيب الفكري وإثارة القضايا المغلوطة تحت غطاء الدفاع الوهمي عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ما معنى أن يتجند أدعياء الدفاع عن "حقوق الإنسان" لمؤازرة الإرهابيين وإيجاد الأعذار الواهية لجرائمهم ؟! وما هي الغاية من تحويل هامش الحرية إلى انفلات ، وقيم الديمقراطية إلى سروج يمتطيها الإنتهازيون والياحثون عن الشهرة الرخيصة؟ من المؤسف جدا أن يجنح أغلب المنتمين ، حقيقة أو بهتانا، للطبقة السياسية إلى إنتهاج المسالك الوضيعة والمشحونة بكل أنواع الخداع والمغالطة ، غير عابئين بالتداعيات الكارثية لهذه الممارسات على المسار الديمقراطي برمته.