قرات بالعقل قبل العيان ما كتبه اخونا تاج الدين ريدان في صالون (الصريح) تحت عنوان (في شاننا التربوي) والذي قال فيه بفصيح التعبير وسليم البيان (... وبناء على كل ما بسطناه نرجو بكل لطف من السيد وزير التربية اعلان القطيعة نهائيا والى غير رجعة مع النظام السداسي والعودة الى النظام الثلاثي واذا كان اختبار التلميذ التونسي في فيفري عن معلومات تلقاها في سبتمبر يراه غيرنا ظلما فنحن وبكل صدق لا نرى فيه الا ضربا من ضروب الهزل (الصريح بتاريخ5/11/2017) اما نحن فنرى من وجهة نظرنا بحكم معاينتنا ومواكبتنا للنظام التربوي التونسي منذ زمان ان ما كتبه اخونا ريدان في هذا المقال محتاج الى شيء غير قليل من المراجعة والمناقشة والجدال والرد بالحجة والدليل والبرهان واول ما نقوله في هذا النظر وفي هذا الرد وفي هذا الجدال ان اخانا ريدان قد تجاوز الحقيقة عندما قال ان التلميذ في هذا النظام السداسي الجديد يمتحن في فيفري عما تلقاه في سبتمبر ونقول له ايضا من باب الاعلام او التذكير ان الفروض التاليفية المتعلقة بالسداسي الأول والتي لا شك انه يقصدها في قوله ذاك ينتهي انجازها في اليوم العشرين من شهر جانفي2018 اما شهر ففري فانه مخصص لبداية فروض المراقبة المتعلقة بالسداسي الثاني وتحديدا في يومه الثاني عشر وليت أخانا ريدان ينظر ويتثبت من منشور روزنامة المراقبة المستمرة الذي حبرته واصدرته ووزعته وزارة التربية على المعنيين بالأمر حتى يعطي كما يقول المثل ما لله لله وما لقيصر لقيصر اما حديثه عن الظلم والهزل في النظام السداسي الجديد فاننا نشهد اننا لم نسمع احدا من رجال التعليم المباشرين والمغادرين قال بمثل قوله او راى مثل رايه ثم وقبل كل هذا وبعده فاننا نساله ونسال غيره من العقلاء وما الذي الجأ الوزير السابق ناجي جلول الى تغيير النظام الثلاثي السابق بالنظام السداسي الجديد لو ثبت لديه وثبت لدى غيره من رجال التعليم ذوي الراي السديد والعقل الرشيد نجاح النظام الثلاثي السابق؟ وهل هناك عاقل يصرف جهدا ووقتا ويفتح على نفسه واجهة غير مأمونة العواقب في شيء تافه غير ناجع وغير مفيد وغير صائب؟ او لم ينادي ويطالب رجال التعليم طويلا بضروة المسارعة بتغيير نظام الامتحانات الثلاثية في صلب الدعوة الى ضرورة المسارعة باصلاح منظومة التعليم بصفة شاملة وكاملة وكلية ؟ وبعبارة اخرى اكثر توضيحا وادق في التبيين والبيان وهل يرى اخونا تاج الدين زيدان ان نظام الثلاثيات ادى الى الرفع من مستوى تلاميذنا ام أدى بهم الى نتائج تعتبر من قبيل الفضائح ومن قبيل المصائب ومن قبيل النكبات؟ اما عما جاء في طيات مقاله من تفضيل المدرسة الانقليزية التي قال انها تعتمد الكيف على المدرسة الفرنسية التي يقول انها تعتمد على الكم ومن ثم انطلق في ذم التوجه التعليمي في تونس الذي يعتمد بحكم التاريخ والتبعية السياسية على نظام تعليم الأمة الفرنسية فاننا نساله اعتمادا على منهجي المنطق والعقلانية وهل له مستندات علمية وادلة وبراهن عقلانية واحصائيات دقيقة يقينية تثبت حقا وفعلا تفوق مستوى وتكوين تلاميذ البلاد الانقليزية على مستوى وتكوين نظرائهم واشباههم من البلاد الفرنسية؟ اوليس من المنطق ومن العقلانية اذا ان ننتظر بعض السنوات في متابعة نتائج هذا النظام السداسي الجديد ونرى اكله وثماره كما راينا طويلا نتائج نظام الثلاثي حتى يكون حكمنا عليه من باب الانصاف والعدل وحتى نتجنب ويلات ومطبات ومساوئ ونكبات التسرع في الأحكام التي سارع اخونا زيدان في اصدرها باطلاق عبارتي الظلم والهزل؟ وعليه وعل عكس موقف اخينا زيدان فاننا نرى ان وزير التربية الجديد قد اصاب كبد الحقيقة وقد احسن تمام الاحسان عندما ابقى على نظلم السداسي في هذه السنة ولم يغيره كما يبتغي ذلك اهل العجلة المؤدية في كثير من الاحيان الى ما لا يحمد عقباه من اللخبطة او ما يسميه عوام التونسيين بالهزان والنفضان وعلى كل حال لا يسعنا في اخر هذا الرد الا ان نشكر بفصيح البيان وبصريح اللسان اخانا تاج الدين زيدان الذي دفعنا وحثنا بمقاله من حيث يدري او لا يدري على كتابة هذا المقال وما احسن ان نذكره بتلك العبارة التي حفظناها وفهمناها منذ زمان والتي نرى ان اغلب الكتاب في هذه البلاد قد نسوها او اهملوها في هذا العصر وهي قول الامام مالك رحمه الله ورضي عنه وارضاه (كلكم راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر) ولا شك ان صاحب القبر المقصود في تلك الجملة معروف بل هو اشهر من نار على علم لدى اهل الذكر طبعا واهل العلم وهل الحفظ واهل الفهم