مثلت مجلة "المسار" لاتحاد الكتاب التونسيين رافدا ضمن الدوريات الثقافية التونسية و العربية من خلال المساهمة في الاشعاع للمضامين الثقافية و الأدبية التونسية و العربية فضلا عن التعريف بالتجارب الأدبية و الانفتاح على مختلف الآداب الانسانية و اتاحة المجال للحوار و التفاعل الفكري والأدبي و مستجداته كما كانت المسار و ما تزال صوت الكتاب ضمن اتحادهم لنقل هواجسهم و أحلامهم وسط الاعتمالات الوطنية . و في هذا السياق صدر العدد الجديد( عدد مزدوج –سبتمير /أكتوبر) 109 لمجلة " المسار" لاتحاد الكتاب التونسيين في 102 صفحة حيث تعددت الأبواب بين الدراسات الفكرية والابداعية الى جانب النصوص الأدبية في القصة القصيرة والشعر. و كانت الافتتاحية لهذا العدد بنص لرئيس الاتحاد الشاعر و الناقد صلاح الدين الحمادي مبرزا أهمية تكريم المفكرالدكتور الحبيب الجنحاني بالمكتبة الوطنية حيث قدم رئيس الاتحاد شهادة حول هذه الشخصية الثقافية و دورها المهم في اثراء الحياة الفكرية و نشاط الهياكل الثقافية التونسية منذ منتصف سبعينات القرن الماضي. و هناك مواضيع أخرى في هذا العدد المميز تخص الدراسات منها دراسة نقدية للدكتورة نعيمة الرياحي تحت عنوان "ميشال فوكو وديكارت : اللاعقل آخر العقل" و "الثورة المغدورة وأزمة المثقف في تونس" من خلال مسرحية " تشريقة" للدكتور سمير الزغبي و" البحر ودلالاته في المنظور الصوفي " لأمينة زريق، وفي النقد الروائي مجال لنصوص أحمد المباركي حول الهيكل والتناص والرموز في رواية "طيور الهاربيز" و ذلك الى جانب مواضيع أخرى للقصاصين و الكتاب منهم الحسن بنمونة من المغرب "قصص قصيرة جدا" و عبد الرحيم رشيد التواتي " الغرفة المشتركة " وفاتن الكشو "زهرة النفط " و زمردة دلهومي "التقرير" وصلاح بوزيان"قصتان قصيرتان" ..و في باب الشعر لمجلة المسار نجد قصائد متعددة لعدد من الشعراء من ذلك "سيدة المقام الأشرف" لرجاء بن حليمة و"نافذة تنام في العتمة" لعادل مفتاح و"على قيد الغياب" لأسماء الشرقي و"سكرات الرحيل" للطفي السنوسي و"نهر البوح" لمحمد الخذري و"غالي العود في سرد الخطاب" للحبيب دربال. .هذا بستان أدبي متعدد الثمار الابداعية ضمن عنوان المسار. عدد جديد و سياق من فعاليات الاتحاد في مجالات النشر ضمن ينضاف لعدد من الاصدرات الأدبية التي تصدرها منشورات الاتحاد لدار المساركل ذلك الى جانب عدد من المشاركات الأدبية للاتحاد على النطاق الوطني و العربي و الدولي كالمشاركة ضمن اللقاء الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في المجال الثقافي و الأدبي و هذا الى جانب أنشطة الفروع للاتحاد بالجهات التي يتعاطى عدد منها مع النشاط الثقافي ضمن تعاون و شراكات مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بالبلاد التونسية. ومن خلال اللجان التي تعنى بالكتاب والآداب والتي فيها تمثيلية للاتحاد كانت مشاركات الاتحاد فاعلة بما يخدم الابداع الأدبي المنشور والمؤلفين والكتاب ومع الوزارة كانت اقتراحات الاتحاد مفعمة بالحرص على دعم قطاع الكتاب والآداب بما يجعل الحضور القوي للكتاب ملموسا فضلا عن التقدم بمزيد الاقتراحات و التصورات لمؤازرة الكتاب و المبدعين أمام مشاكل النشر والدعم وخصوصا تجاه الظروف الاجتماعية والعمل على تحسينها ليعيش الكاتب في مجال مريح يدفعه باطمئنان للكتابة ومزيد الابداع . من ناحية أخرى يستعد الاتحاد لعقد المؤتمر أواخر العام الجاري و تحرص الهيئة على أن يكون هناك لون جديد للتقاليد المتبعة من ذلك جعل مناسبة المؤتمر لقاء ثقافيا أدبيا فيه أنشطة بالنظر لما تمثله المناسبة من حضور كبير للأعضاء من كتاب و أدباء و نقاد و هي فكرة مميزة حتى يتم القطع مع كون المؤتمر مناسبة يتيمة تجمع الناس فقط للانتخاب. هيئات متعاقبة لفترات فيها الاجتهاد والحرص على صون حقوق الكتاب و الاحاطة بمجالات حراكهم من ابداع وكتابة ونشر ويظل الطموح قائما شأن الكتابة و الآداب بما هي الحلم و الارتقاء و السمو والخيالي و الرمزي و هي المعاني التي هي من هواجس الكتاب..الاتحاد حضن ثقافي للكتاب و المبدعين و مكاناتهم الرمزية و الواقعية في مجتمع تونسي يشهد تحولات و متغيرات متسارعة و في وطن يحتفي بالشابي رمزا وأيقونة من النشيد الى الحياة..التوفيق للاتحاد وللمجتهدين في مسيرته ومساراته تقصدا لمزيد العناية بالكتاب و مؤلفاتهم وشؤونهم وشجونهم.