بعد تغيبها خلال السنة الفارطة يلتقي محبي الكتاب والقراءة مع دورة جديدة لمعرض تونس الدولي للكتاب التي تنطلق من 02 إلى 11 نوفمبر 2012. وحسب السيد المهدي مبروك وزير الثقافة فان هذه الدورة ستشهد «رفع كلّ أشكال التضييق على الكتَّاب والمبدعين لتحرير الإنتاج الثقافي والفكري وفتح آفاق واعدة لتداول الكتاب ودعم فرص ترويجه في الداخل والخارج. لذلك كان شعار القطع مع الرقابة والوصاية على النشر هو التكريس الفعلي لأهداف الثورة ومبادئها التحرريّة.» هذه الدورة أيضا، ومثلما تم التقديم لذلك في الندوة الصحفية المقامة يوم الثلاثاء المنقضي، ستغيب عنها مؤلفات الشعوذة والأفكار الشاذة كالتطرّف والعنف والعنصرية وغيرها من الاتجاهات المتعارضة مع القيم الإنسانية المشتركة. وقد بلغ عدد العارضين في هذه الدورة 317 عارضا موزعين على 22 بلدا مقابل 301 عارضا فقط سنة 2010. أي بزيادة تقدّر ب 5%. وتصدّرت تونس المكانة الأولى بمشاركة 112 عارضا موّزعين على أكثر من نصف المساحة المستغلة 4347 م2 من المساحة الجمليّة. الدورة ستحتفي بجمهورية مصر العربية ضيف شرف المعرض وذلك من خلال مشاركة متميّزة يقودها وفد رسمي من كبار رجال الفكر والأدب والإعلام والنشطاء الثقافيين في مختلف مجالات الإبداع الفني والثقافي. ويتوزّع برنامج المشاركات بين المحاضرات الفكرية والأدبية واللقاءات والأمسيات الشعرية بالإضافة إلى العروض الفنية والتنشيطية في مجال المسرح والغناء وغيرها... كما يتضمّن البرنامج الثقافي العام لهذه الدورة تنظيم 06 ندوات علمية تناولت قضايا فكرية وأدبية ومهنية مختلفة دعي إلى المساهمة في تنشيطها نخبة من أبرز المفكرين والمبدعين والمختصين. ومن أبرز هذه الندوات ندوة «حرية الإبداع بين الحدود والآفاق» وندوة حول الكاتب والطبيب Franz Fanon بمناسبة مرور قرن على ميلاده. وسيهتمّ المهنيون بموضوع الكتاب والنشر وكذلك إشكاليات رقمنة الرصيد الوثائقي الوطني في ندوتين منفصلتين يحضرها جمع من المختصين. وفي سياق الندوات اتجه اهتمام الكتَّاب والنقاد إلى تطارح قضايا القصة القصيرة بتونس. وكذلك موضوع «الكتابة الموجّهة للناشئة». كما يسجّل الشعر حضورا بارزا من خلال برمجة 04 لقاءات شعرية تتصدّرها أمسية شعرية تونسية إسبانية ستنظم بالاشتراك مع جمعية دارسي اللغة الإسبانية وآدابها في تونس، وأمسية شعرية تونسية مصرية وأمسيتان شعريتان بمشاركة الحساسيات الشعرية التونسية عبر مختلف مناطق الجمهورية. كما تمّت دعوة 15 شخصية من تونس ومن عديد البلدان الأخرى لتقديم 15 لقاء في شتى المواضيع والاهتمامات الفكرية والأدبية دون اعتبار المساهمة المصرية الأخرى في إطار حضورها ضيف شرف الدورة. وفي سياق الاحتفاء بالكتّاب والمبدعين الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الفكر النقدي الحر والإبداع المتميّز، تمّ الاختيار على الأستاذ توفيق بكار ليكون شخصية الدورة وسيخصص له لقاء احتفائي يحضره ثلة من الكتّاب الذين عايشوا مسيرته الإبداعية. كما حُظي الأطفال ببرنامج ثقافي ثري ومتنوّع يجمع بين ورشات الترغيب في المطالعة والكتابة والتمثيل... والعروض الفنية المسرحية والموسيقية والتنشيطية.