لقد قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للمعارضة التركية بالفم المليان وبعظمة اللسان وبكل هدوء وثقة واطمئنان انه مستعد ان يتنحى عن سلطته الرئاسية وعن قيادته للبلاد التركية بشرط واحد وهو ان يتمكن حزب الشعب الجمهوري المعارض لبقائه في السلطة من اثبات ان لديه حسابات مالية محفوظة باسمه في بنك او بنوك خارج البلاد التركية فقلت في نفسي وتمنيت لو ان كل الرؤساء وكل الوزراء وكل كبار المسؤولين وكل المدراء وكل الأمناء يقولون مثل ما قال اردوغان ويتحدون معارضيهم بمثل هذا الكلام حتى يثبتوا حقا انهم لم يغرهم الشيطان ولم تدفعهم نفوسهم الأمارة بالسوء الى استغلال مناصبهم للفرار باموال الشعوب التي يشكو اغلبها اليوم الفقر والخصاصة والجوع والحرمان كما زدت تاكدا الآن من ان الشعب التركي لم يبلغ ما بلغه اليوم من قوة عجيبة اقتصادية على خلاف بقية الشعوب العربية والاسلامية الا لان رئيسه و مسؤوله الأول رجب طيب اردوغان نظيف اليدين لم يحاول استغلال منصبه للفرار باموال شعبه والكذب عليه برفع شعار حب الوطن والاخلاص والوفاء والأمن والأمان وهو يخون شعبه بشتى الطرق التي يوحي بها اليه الشيطان كما هي حال اغلب الرؤساء والوزراء في هذا العصر وهذا الزمان ولقد تذكرت من خلال تحدي اردوغان ما قاله احد الرجال لامير المؤمنين عمربن الخطاب عندما فرح يوما بعد تاكده من اخلاص ووفاء احد اعوانه الكبار (لو رتعت يا امير المؤمنين لرتعوا) ومن الثابت والمؤكد تاريخيا ان امير المؤمنين عمربن الخطاب لم يرتع في اموال شعبه كما رتع بعده من خالفوا السنة النبوية ومن خالفوا ما نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في محكم الكتاب فاللهم اكثر في المسلمين امثال رجب طيب اردوغان في كل مصر وفي كل قطر وفي كل مكان فقد كثر فينا الخونة واللصوص الراتعون الذين يعتبرون اموال شعوبهم ملكا لهم ولا يخافون ربهم ولا يتبعون سنة رسوله ولا سيرة الخلفاء الراشدين ولا هم يحزنون ولكم رايناهم امام شعوبهم يتمسكنون ويقولون ما لا يفعلون والله اعلم بما يوعون