إرتفعت خلال السنوات السبع الأخيرة ، والتي تذكرنا اليوم بدايتها المشبوهة ، وتيرة المزايدات المحمومة والمشحونة بفيض وضيع من التهم المتبادلة بين الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة ، على خلفية النتيجة الكارثية المهينة والمخزية التي أسفرت عنها الإنتخابات الجزئية لجاليتنا بألمانية ، وتكثفت تبعا لذلك عمليات الضرب تحت الحزام والترويج للإشاعات المغرضة والتهديد بالويل والثبور. وقد كشفت الأحداث والوقائع المتواترة بسرعة وكثافة في الساحة السياسية خلال هذه السنوات الحالكة ، عن جهل أغلب السياسيين أو من يوصفون بهذا الوصف ، بقواعد الممارسة الديمقراطية السليمة ، والتي تؤكد بالخصوص على أن السياسي الناجح هو الذي يتجنب السقوط في مستنقعات الزيف والمغالطة والتمويه والكذب ، وفخاخ المزايدات الشعبوية الرخيصة والمبتذلة ، التي سرعان ما يفتضح أمرها على وقع الحقائق الساطعة، لكن غياب الوعي وضعف منسوب الثقافة السياسية و0نعدام التجربة في هذا المجال وجموح الرغبة في إذكاء لهيب التدافع الإنتهازي والركوب على سروج الجشع والنهم ، كمطايا غير شرعية للتسلل إلى مراكز النفوذ من غير أبوابها الأصلية ، دفعت العديد من اللاهثين وراء السلطة والنفوذ والوجاهة والأضواء إلى انتهاج أكثر المسالك إلتواء ، غير عابئين بما تداعى عن هذا السلوك من خسائر فادحة على مصداقيتهم ومستقبلهم السياسي وأحزابهم ، وبالتالي على المسار الديمقراطي برمته ، لأن الديمقراطية كمنظومة قيمية وأخلاقية متكاملة لن تينع ويشتد عودها في مستنقعات الكذب والبهتان والغدر واللؤم والوضاعة والهرولة الهستيرية. لقد سقطت العديد من الأقنعة، منذ إندلاع الحراك الشعبي في الرابع عشر من جانفي 2011 وستتساقط الأخرى تباعا لأن حبل الزيف قصير .